المشهد اليمني

التغذية والصداع النصفي.. كيف يمكن للطعام أن يقلل الألم؟

الثلاثاء 12 أغسطس 2025 05:40 مـ 18 صفر 1447 هـ
التغذية والصداع النصفي
التغذية والصداع النصفي

يُعد الصداع النصفي من أكثر الحالات العصبية المزعجة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. يتميز هذا النوع من الصداع بألم نابض قوي، غالبًا ما يصيب جانبًا واحدًا من الرأس، ويرافقه أعراض مزعجة مثل الغثيان، والقيء، وخدر الأطراف، واضطرابات في الرؤية.

ورغم أن العلاجات التقليدية تعتمد على المسكنات وتغيير نمط الحياة، فإن الأبحاث الحديثة تؤكد أن النظام الغذائي يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في تقليل عدد نوبات الصداع النصفي وحدّتها.

الأسماك الدهنية: خط الدفاع الأول ضد الصداع

تشير الدراسات إلى أن تناول الأسماك الدهنية مثل السلمون، الماكريل، السردين، والتونة، الغنية بأحماض أوميغا 3، يساعد في تقليل التهابات الأوعية الدموية في الدماغ. هذه الأحماض، خاصة DHA وEPA، تُظهر خصائص مضادة للالتهاب، مما يساهم في تقليل الألم والتكرار.

وفي دراسة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية، أبلغ المشاركون الذين تناولوا أوميغا 3 بانتظام عن انخفاض بنسبة 40% في عدد أيام الإصابة بالصداع النصفي خلال 4 أشهر فقط.

بدائل نباتية: لغير محبّي اللحوم

بالنسبة للنباتيين، يمكن تعويض أوميغا 3 من خلال بذور الكتان، فول الصويا، والأفوكادو، وهي مصادر نباتية فعّالة تقلل الالتهاب وتدعم صحة الدماغ.

كما أن الأطعمة الغنية بالألياف مثل التفاح، الفاصوليا، والتوت تساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي، الذي تشير بعض الأبحاث إلى وجود صلة بين اضطراباته ونوبات الصداع النصفي.

المغنيسيوم: المعدن السحري

يُعد المغنيسيوم عنصرًا مهمًا في الوقاية من الصداع النصفي، لأنه يساعد على تنظيم السيروتونين، وهو ناقل عصبي يؤثر على تمدد الأوعية الدموية في الدماغ. يمكن العثور على المغنيسيوم في:

  • الأرز البني

  • الموز

  • السبانخ والخضروات الورقية الداكنة

ترطيب الجسم وتخفيف التوتر العضلي

الخبراء يشيرون أيضًا إلى أن الجفاف يُعد محفزًا شائعًا لنوبات الصداع النصفي. لذا، من المهم تناول أطعمة غنية بالماء مثل البطيخ، الخيار، والخس، وشرب كميات كافية من السوائل على مدار اليوم.

وفي بعض الحالات، قد تساهم مشاكل المفصل الفكي الصدغي (TMD) في تحفيز نوبات الصداع، لذا يُنصح بتناول أطعمة لينة لتقليل الضغط على عضلات الوجه والفك.

رغم أن الصداع النصفي لا يزال تحديًا صحيًا معقدًا، إلا أن التغذية الذكية يمكن أن تكون خط دفاع فعّال، يُخفف الألم ويحسن جودة الحياة، خاصة إذا جُمعت مع نمط حياة متوازن ونوم منتظم.