اكتشاف موقع صلاة إسلامي عمره 600 عام في كهف تركي
تمكن فريق من مؤرخي الفن من الكشف عن موقع صلاة إسلامي يعود إلى نحو 600 عام داخل سقيفة خشبية منحوتة في صخر قرية تاسكين باشا بولاية نوشهير التركية. وقد استُخدم الكهف في السابق كمخزن للأخشاب، حتى أتاح أحد السكان المحليين للباحثين الوصول إليه، ما أدى إلى الكشف عن محراب مزخرف يشير إلى اتجاه مكة، مؤكدًا أن المكان كان مخصصًا للصلاة الإسلامية في الماضي.
المحراب والزخارف التاريخية
أوضح الباحثون أن الهيكل المكتشف يحتوي على محراب منحوت بعناية، يمثل دليلًا قويًا على استخدامه كمكان للعبادة. وأشار سافاس ماراشلي، عضو الفريق الأكاديمي، إلى أن الأدبيات التاريخية لم تذكر هذا البناء مسبقًا، لكنه يحمل سمات أسلوبية تتوافق مع إمارة إريتنا بيليك التركية النشطة في الأناضول خلال القرن الرابع عشر، بالإضافة إلى عناصر معمارية تعكس التأثير السلجوقي وما بعده.
الاستخدامات المتعددة للمكان
تشير الملاحظات الأولية إلى أن موقع الصلاة الإسلامي ربما كان يستخدم لأغراض دينية ومنزلية على حد سواء. ورغم أن الوظيفة الأساسية للمكان غير مؤكدة بالكامل، فإن وجود المحراب يوفر دليلًا قويًا على الطابع الديني للمساحة، ما يعزز أهميته التاريخية والثقافية في المنطقة.
أهمية الاكتشاف للفريق الأكاديمي
وصف البروفيسور المشارك ألبر ألتين هذا الاكتشاف بأنه خطوة مهمة للفريق الأكاديمي، مشيرًا إلى أن الأبحاث المستقبلية ستركز على فهم وظائف المبنى والزخارف المعمارية، وتحديد دوره في السياق التاريخي لمنطقة تاسكين باشا. وأضاف ألتين أن الموقع يتميز بكونه بكرًا، ما يجعله مصدرًا غنيًا لدراسة العمارة الدينية والتعليمية في العصور الوسطى.
المشهد التاريخي لتاسكين باشا
يشكل هذا الموقع إضافة جديدة للمشهد التاريخي للقرية، التي تضم هياكل موثقة سابقًا مثل مسجد وقبر ونزل صوفي، ما يعكس العمارة الدينية والتعليمية في المنطقة خلال العصور الوسطى ويضيف بعدًا جديدًا لفهم الحضارة التركية الإسلامية.
الخطوات القادمة في البحث
ينوي الباحثون متابعة دراساتهم على الموقع الصلاة الإسلامي لتحديد أصوله التاريخية وأهميته الثقافية بشكل أدق، مع التركيز على تحليل المواد وتقنيات البناء والزخارف، لتسليط الضوء على الروابط بين هذا الاكتشاف والحضارات التركية الإسلامية السابقة، مثل الحقبة السلجوقية وإمارة إريتنا بيليك.