• الرئيسية
• منوعات

الولادة القيصرية ليست مجرد إجراء جراحي، بل تجربة جسدية ونفسية دقيقة تحتاج إلى فترة نقاهة متوازنة بين الراحة والحركة. وبينما تظن كثير من الأمهات أن الراحة التامة هي الخيار الأفضل بعد الولادة، إلا أن الدراسات الطبية الحديثة تؤكد أن الحركة الخفيفة والرياضة المدروسة تسرّع من عملية الشفاء وتساعد في تجنّب الكثير من المضاعفات.

هل يمكن ممارسة الرياضة بعد الولادة القيصرية؟

نعم، ولكن بشرط أن تكون تدريجية وتحت إشراف طبي. فالرياضة لا تعني الإجهاد أو أداء تمارين عنيفة، بل تبدأ بحركات بسيطة ومناسبة لحالة الجسم بعد الجراحة، وتتطور مع الوقت بحسب قدرة الأم وتحسن الجرح.

1. تسريع التعافي وتحفيز الدورة الدموية

مباشرة بعد الولادة القيصرية، تساعد الحركة البسيطة مثل المشي القصير على تنشيط الدورة الدموية، ما يسرّع التئام الجرح ويقلل من خطر تكوّن التليفات أو الالتهابات. كما أن هذه الخطوات البسيطة تقلل من فرص الإصابة بجلطات الدم وتحفّز الجسم على التعافي الذاتي.

2. تقوية عضلات البطن واستعادة الثبات

خلال الحمل والولادة، تتعرض عضلات البطن لضعف شديد وتمدد كبير. التمارين الخفيفة لعضلات البطن تساعد في استعادة التوازن الجسدي، وتعزز دعم العمود الفقري والحوض. هذه التمارين ضرورية لتقليل الشعور بالضعف والمساعدة في العودة للنشاط اليومي بشكل آمن.

3. تحسين وضعية الجسم وتخفيف آلام الظهر

بعد الولادة، يتغير قوام الجسم بفعل الرضاعة، وحمل الطفل، وتراكم التعب. ومع الوقت، قد تعاني الأم من آلام أسفل الظهر. تساعد التمارين المناسبة على إعادة توازن عضلات الظهر وتقوية العمود الفقري، ما يقلل من الأوجاع ويحسن جودة الحركة.

4. دعم عضلات قاع الحوض

رغم أن الولادة القيصرية لا تمر عبر المهبل، إلا أن عضلات قاع الحوض تتأثر بالحمل. ويمكن أن تظهر مشكلات مثل سلس البول أو ضعف في التحكم بعضلات الحوض. ممارسة تمارين كيجل بانتظام يعزز من قوة هذه العضلات ويحسن استقرار الجسم.

5. استعادة اللياقة وتنظيم الوزن

بعد مرور نحو 6 أسابيع من الولادة، وبموافقة الطبيب، يمكن بدء تمارين الكارديو الخفيفة مثل المشي أو السباحة. تساعد هذه التمارين على تنشيط القلب، حرق الدهون، وتحسين الحالة النفسية، كما تسهم في العودة إلى الوزن الصحي بطريقة آمنة ومتزنة.

الرياضة بعد الولادة القيصرية ليست رفاهية، بل ضرورة لتعزيز الشفاء الجسدي والنفسي، البدء بحذر، والمتابعة مع مختص، يمكن أن يغيّرا مسار التعافي بالكامل. فالحركة، حتى لو كانت بسيطة، أقوى من الراحة المطلقة في رحلة التعافي