المشهد اليمني

كسر الحواجز: فوز محجبة بلقب ملكة جمال يُعيد تعريف التنوع في أمريكا

الجمعة 15 أغسطس 2025 01:47 صـ 21 صفر 1447 هـ
اميرة هوشوي
اميرة هوشوي

في إنجازٍ يُعد سابقةً في تاريخ مسابقات الجمال الأمريكية، تم تتويج الشابة أميرة هاشوي (25 عامًا) بلقب "ملكة جمال مقاطعة واين" في ولاية ميشيغان، لتُصبح أول امرأة محجبة تفوز بهذه المسابقة المرموقة، في خطوة رمزية تعكس تنوع المجتمع الأمريكي وتمكين المرأة المسلمة في الفضاء العام.

وُلدت أميرة هاشوي ونشأت في مدينة "ديربورن هايتس"، إحدى ضواحي ديترويت، والتي تُعرف بتنوعها الثقافي الكبير وتمثُّلها مركزًا حيويًا للجالية العربية والشرق أوسطية في الولايات المتحدة.

وتعيش المدينة على تماس مباشر مع التراث العربي الإسلامي، حيث يُشكل السكان من أصول عربية نسبة كبيرة من السكان، ما يجعل فوز هاشوي باللقب تعبيرًا عن انتمائها المجتمعي واندماجها في النسيج الأمريكي دون التنازل عن هويتها الدينية والثقافية.

اللافت في مسيرة أميرة أنها ليست مجرد وجه جميل، بل امرأة طموحة حاصلة على شهادة في القانون من كلية الحقوق، ما يُبرز التزامها بالتعليم والنهوض بالمرأة في المجالات الأكاديمية والاجتماعية. وقد أظهرت خلال المسابقة تميزًا لافتًا في مختلف المحطات، خاصة في جلسة "المواهب"، حيث أبهرت الحضور بأدائِها القوي لأغنية للمطربة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومي، مما كشف عن موهبة فنية عميقة وصوتٍ ممتلئ بالعاطفة والثقة.

وأكدت هاشوي في تصريحات صحفية عقب فوزها أن ارتداء الحجاب لم يكن يومًا عائقًا أمام طموحاتها، بل كان مصدر فخر وقوة، مشيرة إلى أن هذا الفوز يُعد رسالة واضحة للنساء الشابات من الأقليات الدينية بأن بإمكانهن تحقيق أحلامهن بغض النظر عن المظاهر أو الخلفيات.

وأضافت: "أريد أن أكون مصدر إلهام لكل فتاة تشعر بأنها مختلفة أو لا تنتمي. أنا هنا، محجبة، عربية، أمريكية، وفخورة بكل هذه الأبعاد من هويتي".

وبحسب تقارير نشرتها صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، فإن فوز أميرة هاشوي يأتي في سياق تغيرات تدريجية تشهدها مسابقات الجمال في الولايات المتحدة، التي بدأت تشهد تنوّعًا أكبر في الأعوام الأخيرة، لكن لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا أمام الأقليات العرقية والدينية، خاصة في المسابقات الوطنية الكبرى مثل "ملكة جمال أمريكا"، حيث تبقى الفرصة ضئيلة أمام المشاركات من أصحاب البشرة السمراء أو المنتمين لأديان غير مسيحية.

ومع ذلك، لا تنوي أميرة التوقف عند هذا الحد، إذ أعلنت عن طموحها بالمشاركة في مسابقة "ملكة جمال أمريكا"، بهدف كسر الحواجز وتوسيع مفهوم الجمال ليشمل جميع الأعراق والأديان. وتسعى من خلال مشاركتها إلى نشر رسالة التسامح، والانفتاح، وتمكين المرأة المسلمة في المجتمع الأمريكي.

ويرى مراقبون أن فوز أميرة هاشوي ليس فقط انتصارًا شخصيًا، بل هو إنجاز جماعي يعكس تحوّلًا مجتمعيًا نحو القبول بالتنوع، ويُظهر كيف يمكن للهوية الإسلامية أن تتواجد بقوة وثقة في الفضاءات العامة دون أن تتناقض مع الانتماء الوطني.

ويُنتظر أن تُلهم قصتها آلاف الفتيات في الجاليات المسلمة حول العالم، وتفتح الباب أمام المزيد من المشاركات المحجبات في مسابقات الجمال، ليس فقط في أمريكا، بل على المستوى الدولي.