المشهد اليمني

”وزير الدفاع في قلب صعدة: ”الجيش الوطني يُجهز لمرحلة جديدة؟”

السبت 16 أغسطس 2025 12:04 صـ 22 صفر 1447 هـ
الجيش الوطني
الجيش الوطني

في إشارةٍ حاسمة تُعيد ترتيب المشهد العسكري في الشمال اليمني، زار وزير الدفاع الفريق الركن الدكتور محسن الداعري، الأحد، وحدات محور مران في محافظة صعدة — معقل الجماعة الحوثية — معلناً عن مستوى غير مسبوق من الانضباط والجاهزية القتالية، في زيارةٍ حملت رسائل استراتيجية وسياسية وعسكرية متعددة الطبقات، وسط توقعات بتحولات ميدانية وشيكة.
ففي خطوة تُعد من أبرز الزيارات الميدانية لقيادات عسكرية عليا إلى الجبهات الشمالية، تفقد وزير الدفاع الفريق الركن الدكتور محسن الداعري، وحدات محور مران في صعدة، يرافقه كبار قادة الجيش الوطني، من بينهم رئيس هيئة الإسناد اللوجستي اللواء عبدالعزيز الفقيه، وقائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن يحيى صلاح.

وجاءت الزيارة بهدف الاطلاع الميداني المباشر على حالة القوات المنتشرة في المحور، ومدى استعدادها العملياتي والقتالي، فضلاً عن تقييم خطط التدريب والتأهيل، ومستوى التنسيق بين الوحدات العسكرية المختلفة.

وخلال لقائه بقائد محور مران وقائد ألوية العروبة، اللواء الركن عبدالكريم السدعي، استمع الوزير إلى عرضٍ تفصيلي حول الوضع العملياتي في الجبهات، ومستوى التقدم في تنفيذ برامج التدريب المشتركة، إلى جانب استعراض للإنجازات الميدانية التي تحققت خلال الأشهر الأخيرة، والتي وصفها مسؤولون عسكريون بـ"المحصلة الإيجابية للاستراتيجية التصعيدية المدروسة".

وأكد الدكتور محسن الداعري أن "التدريب المستمر هو الركيزة الأساسية لحسم المعركة"، مضيفاً:

"لا يمكن لأي جيش أن ينتصر دون تأهيل مستمر، وانضباط عسكري صارم، وروح وطنية عالية. اليوم، نرى في صفوف جنودنا ما يبعث على الفخر: جاهزية قتالية عالية، وإصرار على تحرير كل شبر من تراب الوطن".

رسائل سياسية وعسكرية واضحة:
ناقلًا تحيات القيادة السياسية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، وأعضاء المجلس، ورئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك، شدد الوزير الداعري على ضرورة توحيد الصفوف وتركيز الجهود من أجل "الخلاص من المليشيا الحوثية الإرهابية"، واصفًا المشروع الحوثي بأنه "براثن الظلام والتخلف والمذهبية والمناطقية والإمامة".

وأشار إلى أن الشعب اليمني يراهن على جيشه الوطني لاستعادة الدولة، وتحقيق الأمن والاستقرار، مؤكدًا أن "النصر ليس بعيدًا، طالما بقي هذا الجندي ملتزمًا وواعيًا ومقاتلًا من أجل وطنه".

دعم عربي حاسم:
وفي جانب لافت من التصريحات، وجه وزير الدفاع شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة، على "دعمها العربي الأصيل للشعب اليمني وقضيته العادلة"، معتبرًا أن هذا الدعم لم يكن ماديًا ولوجستيًا فقط، بل تجلى أيضًا في التدريب، والتسليح، وبناء القدرات العسكرية للجيش الوطني.

ويُذكر أن المملكة تُعد من أبرز الداعمين العسكريين واللوجستيين للجيش اليمني، حيث وفرت برامج تدريبية مكثفة، ودعمًا في مجال الإسناد الجوي والطبي، فضلًا عن مساعدات مالية مستمرة تُسهم في استقرار الرواتب وتحفيز الجبهات.