المشهد اليمني

العلاقة المعقدة بين النقرس ومرض السكري من النوع الثاني.. حلقة مفرغة تهدد الصحة

السبت 16 أغسطس 2025 03:09 مـ 22 صفر 1447 هـ
العلاقة المعقدة بين النقرس ومرض السكري
العلاقة المعقدة بين النقرس ومرض السكري

يُعد كل من النقرس وداء السكري من النوع الثاني من الحالات المزمنة التي تؤثر بشكل مباشر على التوازن الأيضي في الجسم، والأكثر خطورة أن هناك علاقة قوية ومتشابكة بين الحالتين، مما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات صحية خطيرة إذا لم تتم إدارتهما بالشكل الصحيح.

ما هو النقرس وكيف يتطور؟

يحدث النقرس نتيجة تراكم حمض اليوريك في المفاصل على شكل بلورات حادة، مما يسبب التهابات وألمًا شديدًا. هذا الحمض هو ناتج طبيعي لتحلل مادة تُدعى "البيورين"، الموجودة في الجسم وبعض الأطعمة، مثل اللحوم الحمراء والمحار.

عندما يعجز الجسم عن التخلص من حمض اليوريك بكفاءة، يبدأ في التراكم مسببًا التهابات مزمنة تُعرف بالنقرس.

داء السكري من النوع الثاني: اضطراب في التعامل مع الجلوكوز

أما داء السكري من النوع الثاني، فهو حالة يُصبح فيها الجسم مقاومًا لهرمون الإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم. هذه الحالة المزمنة تؤثر على وظائف الأعضاء مع مرور الوقت وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى والأعصاب.

كيف يرتبط النقرس بداء السكري؟

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بالنقرس لديهم خطر متزايد للإصابة بداء السكري. السبب في ذلك يعود إلى:

  • الالتهاب المزمن المصاحب للنقرس يُقلل من حساسية الجسم للإنسولين.

  • ارتفاع حمض اليوريك قد يُعطل إشارات الإنسولين، ما يرفع مستويات السكر في الدم.

  • مقاومة الإنسولين بدورها تُقلل من قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك، ما يُفاقم النقرس.

هل يقلل السكري من فرص الإصابة بالنقرس؟

في بعض الحالات، وخاصة في داء السكري من النوع الأول، قد ينخفض خطر الإصابة بالنقرس بسبب تأثيرات سكر الدم المرتفع على الاستجابات الالتهابية. ومع ذلك، هذا لا يعني أن السكري يقي من النقرس، إذ أن ضعف السيطرة على السكر يمكن أن يُسبب مشكلات صحية أكبر على المدى الطويل.

طرق فعالة لإدارة النقرس والسكري معًا

  1. الحفاظ على وزن صحي
    السمنة ترفع مقاومة الإنسولين وتزيد من حمض اليوريك، لذلك يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام.

  2. اتباع نظام غذائي منخفض البيورين
    تجنب اللحوم الدهنية، المشروبات السكرية، والإكثار من الخضروات والألياف.

  3. الترطيب الجيد
    شرب كميات كافية من الماء يساعد على طرد حمض اليوريك ويُحسّن من وظائف الكلى.

  4. اختيار الأدوية المناسبة
    بعض أدوية السكري تساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك، مما يجعلها مفيدة للحالتين معًا.

النقرس وداء السكري من النوع الثاني حالتان مترابطتان قد تُضاعفان خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى إذا تُركتا دون علاج، من خلال نمط حياة صحي، واستخدام الأدوية المناسبة، والمتابعة الطبية المنتظمة، يمكن تقليل هذه المخاطر وتحسين جودة الحياة بشكل كبير.