”دولة التلاوة”.. أكبر مسابقة لحفظ القرآن الكريم فى تاريخ مصر تكشف عن جيل جديد من القراء

شهدت مصر خلال الأيام الماضية انطلاق فعاليات مسابقة دولة التلاوة، التي تُعد الأضخم من نوعها في تاريخ البلاد، حيث يشارك فيها أكثر من أربعة عشر ألف متسابق من مختلف أنحاء الجمهورية. وتستمر التصفيات على مدار أسابيع طويلة لاختيار أفضل الأصوات في تلاوة القرآن الكريم، وسط اهتمام إعلامي وشعبي واسع.
دور وزارة الأوقاف
جاء تنظيم مسابقة دولة التلاوة من خلال تعاون وثيق بين وزارة الأوقاف والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بهدف اكتشاف الطاقات الصوتية المميزة في فنون التلاوة والترتيل، والعمل على إبراز مصر كمنارة للتلاوة القرآنية، وهو الدور الذي اشتهرت به منذ عقود طويلة.
عرس قرآني يليق بمصر
أكد الدكتور أسامة فخري، رئيس الإدارة المركزية لشئون القرآن الكريم، أن مسابقة دولة التلاوة ليست مجرد منافسة تقليدية، بل هي "عرس قرآني" يلتقي فيه عشاق القرآن من جميع أنحاء مصر، يتسابقون بأصواتهم الخاشعة لنيل شرف التلاوة. وأوضح أن الهدف الأسمى هو إحياء مدرسة التلاوة المصرية التي أنجبت أسماء عظيمة مثل الشيخ محمد رفعت والشيخ الحصري والمنشاوي ومصطفى إسماعيل وغيرهم.
تلاقي الأصوات فى وحدة روحية
أحد أهم ما يميز مسابقة دولة التلاوة هو أنها تجمع المتسابقين من الشمال والجنوب، ومن المدن والقرى، دون أي تمييز، ليصبح القرآن الكريم هو الرابط الأعظم الذي يوحّد الجميع. وتتحول لحظات التلاوة إلى مزيج من الخشوع والروحانية، كجسور من النور تصل بين الأرض والسماء.
آليات التحكيم ومعايير الفوز
تخضع مراحل المسابقة لمعايير دقيقة تشرف عليها لجان متخصصة من كبار القراء والعلماء، حيث يتم تقييم المتسابقين على أساس جودة الصوت، سلامة الأداء، إتقان أحكام التلاوة، وحسن التجويد. وتمنح جوائز مالية كبيرة تشمل مليون جنيه للفائز الأول في كل من قسمي التجويد والترتيل، إلى جانب جوائز أخرى للمراكز التالية تصل إلى نصف مليون وربع مليون جنيه.
استمرار التصفيات والإقبال الكبير
نظراً للإقبال الكبير على مسابقة دولة التلاوة، فمن المقرر أن تستمر التصفيات الأولية والنهائية لأكثر من شهرين متواصلين، وذلك لإتاحة الفرصة أمام جميع المتقدمين الذين تجاوز عددهم 14 ألف مشترك. وتؤكد هذه الأعداد الضخمة على تعطش الشباب المصري للمشاركة في إحياء هذا التراث العريق، الذي يعيد لمصر مكانتها التاريخية باعتبارها بحق "دولة التلاوة الكبرى".