المشهد اليمني

كيف تحول المولد النبوي في مناطق سيطرة الحوثي إلى فرصة للنهب والفساد؟

الخميس 21 أغسطس 2025 10:38 مـ 27 صفر 1447 هـ
الكاتب هزاع البيل
الكاتب هزاع البيل

في كل موسم ديني، لا سيما خلال ذكرى المولد النبوي تتجلى ملامح الفساد المالي داخل مليشيا الحوثي بشكل صارخ، وما يُفترض أن يكون تعبيرًا صادقًا عن محبة النبي يتحول في مناطق سيطرتهم إلى التزام قسري يُفرض فيه على المواطنين التبرع وتزيين الشوارع.

تحوّل المليشيا الحوثية المناسبة إلى فرصة لمراكمة الثروة وتوسيع سلطتهم حيث تفرض على المواطنين والتجار إتاوات ضخمة تحت مسمى "دعم فعاليات المولد"، وغالبًا ما تجمع هذه الأموال نقدًا خارج أي إطار رقابي أو محاسبي، ليعاد توزيعها بين القيادات والمشرفين.

هذا السلوك لا يقتصر على صنعاء، بل يمتد إلى القرى والمناطق الريفية حيث يجبر المواطنون على الدفع، ويواجه الرافضون التهديد والملاحقة.

إن أحد أبرز مظاهر هذا الاستغلال هو فرض "الزينة الخضراء" كمظهر ديني إلزامي تجبر فيه المليشيا التجار والأسر الفقيرة شراء مواد تزيينية باهظة الثمن، غالبًا من جهات مرتبطة بالمليشيا، ما يحوّل هذا المظهر الديني إلى مشروع تجاري ربحي لصالح القيادات الحوثية.

في المقابل، تنعم القيادات والمشرفون برفاهية لافتة تتجلى في ممتلكاتهم وتنقلاتهم ونمط حياتهم، في وقتٍ يعيش فيه المواطن اليمني أزمات معيشية خانقة وغيابًا تامًا للعدالة الاجتماعية.

إن هذا الفساد ليس استثناءً، بل هو جزء من منظومة مُحكمة تتخذ من المناسبات الدينية غطاءً للنهب وتعزيز السيطرة.