ريال مدريد يواصل انطلاقة الموسم بانتصار حاسم على أوفيدو بثنائية نظيفة.. ومبابي يُضيء ملعب ”كارلوس تارتيري”

واصل ريال مدريد انطلاقته القوية في موسم 2024-2025 من الدوري الإسباني، بعد أن حقق فوزًا ثمينًا خارج ملعبه على حساب مضيفه ريال أوفيدو بنتيجة 2-0، في المباراة التي جمعتهما مساء اليوم الأحد على ملعب "كارلوس تارتيري"، ضمن منافسات الجولة الثانية من الليجا.
الانتصار رفع رصيد الفريق الملكي إلى 6 نقاط من انتصارين متتاليين، ليُبقيه في صدارة الترتيب المبكر للدوري، فيما بقي أوفيدو دون رصيد من النقاط، في ظل صعوبة مهمته في مواجهة أحد أبرز فرق البطولة.
سيطرة مبكرة وضغط هجومي من الريال
دخل ريال مدريد اللقاء بتركيز عالٍ ورغبة واضحة في فرض سيطرته منذ الدقائق الأولى، حيث تفوّق على أوفيدو في الاستحواذ وصنع من خلاله خطورة متواصلة على مرمى أصحاب الأرض. في المقابل، اعتمد الفريق المضيف على تشكيل دفاعي منظم، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة كوسيلة لتهديد دفاعات الريال، لكنه لم ينجح في استغلال الفرص التي أتيحت له.
طغى اللون الأبيض على مجريات اللعب، مع تحركات منسّقة بين الخطوط، وتمركز مثالي للنجم كيليان مبابي في الجهة اليسرى، حيث كان نقطة الارتكاز الأساسية في بناء الهجمات.
مبابي يكسر الصمت بهدف التقدم
وجاء التسجيل في الدقيقة 38، عندما تلقّى كيليان مبابي تمريرة ساحرة من وسط الملعب، تقدّم بها بثقة داخل منطقة الجزاء، ثم أطلق تسديدة زاحفة بيسراه لم يُحسن الحارس التعامل معها، لتسكن الشباك وتعلن عن تقدّم ريال مدريد بهدف نظيف.
الهدف جاء نتيجة للضغط المستمر، وتأكيد على قدرة مبابي على التأثير في المباريات، رغم أنه يخوض مبارياته الرسمية الأولى مع الفريق منذ انتقاله الصيفي المثير.
الشوط الثاني: الريال يعزز، وأوفيدو يبحث عن الأمل
مع بداية الشوط الثاني، حاول أوفيدو الخروج من منطقته والاندفاع بحثًا عن هدف التعادل، لكن دفاع الريال، بقيادة رودريغو غويتيريش وديا، أظهر تماسكًا كبيرًا، فيما كان تيبو كورتوا حاضرًا في اللحظات المهمة.
من جانبه، استمر ريال مدريد في البحث عن الهدف الثاني، مع محاولات من فينيسيوس جونيور ورودريغو، قبل أن يعود البطل الحقيقي لليلة إلى الواجهة.
مبابي يُنهي المواجهة بهدف قاتل
في الدقيقة 83، كرّر النجم الفرنسي تألقه، بعدما تلقّى تمريرة بينية من لوكا مودريتش، تقدّم بها بسرعة فائقة، ثم أطلق تسديدة صاروخية بيسراه من خارج منطقة الجزاء، لم يُحسن الحارس رؤيتها، وسطّر هدفًا سيُدرج في أرشيف الأهداف الرائعة لهذا الموسم.
الهدف الثاني قضى على أي أمل لأوفيدو في العودة، وسط تصفيق جماهير الملعب التي أشادت بأداء مبابي، رغم أنهم ينتمون للفريق الخاسر.
مبابي نجم اللقاء بلا منازع
لم يكن مبابي مجرد هداف، بل كان مصدر الإلهام والخطورة طوال المباراة. بسرعته، توازنه، وقراراته الذكية، قدّم عرضًا كرويًا يُثبت أنه ليس فقط صفقة الموسم، بل إضافة نوعية تُعيد رسم خريطة القوة في الليجا.
وكان المدرب تشابي ألونسو قد أشاد بعد المباراة بأداء مبابي، قائلًا: "إنه لاعب استثنائي، يملك القدرة على تغيير مسار أي مباراة في لحظات. نحن سعداء باندماجه السريع، ونثق بأنه سيكون عاملاً حاسمًا في مشوارنا هذا الموسم".
ترتيب الفريقين بعد الجولة الثانية
بفضل هذا الفوز، يواصل ريال مدريد تصدره للترتيب مؤقتًا بـ6 نقاط من انتصارين، بفارق نقطتين عن أقرب ملاحقيه، في مؤشر على نواياه الجادة في استعادة لقب الليجا بعد موسم شهد منافسة شرسة.
أما ريال أوفيدو، فتتزايد تحدياته بعد خسارته الثانية على التوالي، ليُصبح في مركز متأخر من الجدول، ويُدرك تمامًا أن الجولات المقبلة ستكون حاسمة في معركته للبقاء في الدرجة الأولى.
رسالة قوية من الملكي
بهذا الانتصار، يُرسل ريال مدريد رسالة واضحة إلى منافسيه: "نحن هنا، وعازمون على المنافسة بكل قوة". فبعد بداية مثالية، يُظهر الفريق توازنًا بين الهجوم القوي والدفاع المتين، مع ظهور مبابي كأحد الركائز الأساسية في المشروع الجديد.
التحديات الكبرى تنتظر الفريق في الجولات القادمة، أبرزها مواجهة القمة أمام برشلونة، لكن ما فعله الريال حتى الآن يوحي بأن الموسم الجديد قد يكون مليئًا بالمفاجآت، وأن الملكي عاد بقوة لفرض كلمته على الساحة.