”ممنوع التذكير بحزب المؤتمر في صنعاء! الحوثي يوقف إعلاميًا بارزًا بسبب 8 كلمات فقط”

في مشهد يُعيد التذكير بسياسة القمع الإعلامي التي تنتهجها المليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها، أوقفت إدارة قناة "اليمن اليوم" الفضائية، مساء أمس، الإعلامي البارز مختار الخطيب عن البث، بعد 20 دقيقة فقط من نشره تهنئة رمزية بمناسبة الذكرى الـ43 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام.
الحدث، الذي لم يكن أكثر من عبارة بسيطة: "في السراء والضراء.. كل عام وأنتم بخير"، كَفَى ليفتح على الخطيب أبواب العقاب والمنع من العمل، في دلالة صارخة على تضييق الخناق على أي صوت يُذكر بالرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
في تطور لافت، كشف الإعلامي مختار الخطيب، أحد أبرز الوجوه الإعلامية في المشهد اليمني، عبر منشور على حسابه الرسمي في فيسبوك – رصده موقع "المشهد اليمني" – أنه تم إيقافه عن العمل في قناة "اليمن اليوم" بناءً على قرار من مدير القناة، محمد العميسي، الموالي لمليشيا الحوثي.
وأوضح الخطيب أن القرار صدر بعد عشرين دقيقة فقط من نشره التهنئة بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، مُرفقًا لقطة من المنشور الذي أثار "الغضب الحوثي"، مشيرًا إلى أن التهنئة كانت "مجرد عبارة وفاء لحزب عظيم أسس دولة الوحدة"، دون أي مضمون سياسي استفزازي.
"في السراء والضراء.. كل عام وأنتم بخير" — هذه الجملة البسيطة كَفَتْ لتجعل من مختار الخطيب "مُعاقَبًا" في عاصمة تحت سيطرة المليشيا.
خلفية: حملة تضييق منظمة ضد المؤتمر
لا يأتي هذا الحدث بمعزل عن سلسلة إجراءات قمعية تُمارسها المليشيا الحوثية ضد أنصار وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، منذ اغتيال الرئيس علي عبد الله صالح عام 2017.
ووفق مصادر سياسية، فقد:
- أجبرت المليشيا الحزب على إلغاء الاحتفال الرسمي بالذكرى الـ43.
- صادرت أموال الفعالية التي كانت مخصصة للاحتفال.
- اعتقلت عدداً من القيادات البارزة في المؤتمر، بينهم نواب ومسؤولون محليون.
- حلت الهيئات التنظيمية للحزب في مناطق سيطرتها.
وأصبح حزب المؤتمر، الذي كان يوماً الشريك الرئيسي للحوثيين في السلطة قبل الانقلاب، اليوم أحد أبرز أهداف القمع السياسي والإعلامي في صنعاء، في خطوة تُقرأ على أنها محاولة لمحو أي رمزية سياسية تُنافس النفوذ الحوثي.
تحليل: لماذا تهديد "تهنئة" بسيطة؟
الإجابة تكمن في الرمزية. فحزب المؤتمر الشعبي العام لا يُمثل فقط تياراً سياسياً، بل يُعتبر رمزاً للدولة الوطنية، والوحدة اليمنية، والحياة الحزبية المنظمة — كلها مفاهيم تُناقض مشروع المليشيا الطائفي والانعزالي.
كما يُنظر إلى أي تعبير عن الولاء للمؤتمر على أنه استمرار لـ"مشروع صالح"، الذي لا تزال المليشيا تراه تهديداً وجودياً، رغم مرور أكثر من 6 سنوات على اغتياله.