المشهد اليمني

دراسة.. الموسيقى بعد التجربة تعزز الذاكرة عند وجود استجابة عاطفية معتدلة

الإثنين 25 أغسطس 2025 11:16 صـ 2 ربيع أول 1447 هـ
دراسة.. الموسيقى
دراسة.. الموسيقى

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا أن الاستماع إلى الموسيقى بعد خوض تجربة أو نشاط معين قد يعزز من قدرة الدماغ على تذكر هذه التجربة، ولكن هذا التأثير الإيجابي يعتمد بشكل كبير على الاستجابة العاطفية المثالية أثناء الاستماع.

وبحسب ما نشره موقع "Medical Xpress" نقلًا عن مجلة Neuroscience، فإن العلماء يسعون لفهم العلاقة بين الموسيقى والعاطفة والذاكرة، بهدف تطوير أدوات غير جراحية لتحسين التعلم وعلاج اضطرابات مثل الزهايمر واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، حيث تبرز الموسيقى كوسيلة علاجية فعّالة، وآمنة، وممتعة في الوقت نفسه.

الاستجابة العاطفية أهم من نوع الموسيقى

وصرّحت ستيفاني ليل، أستاذة علم الأحياء التكاملي بجامعة كاليفورنيا، أن نوع الموسيقى – سواء كانت مألوفة أو جديدة، حزينة أو سعيدة – لم يكن العامل الحاسم في تعزيز الذاكرة، بل إن العامل الأساسي كان هو الاستجابة العاطفية المتوسطة. فقد تبيّن أن الاستجابات العاطفية المفرطة أو الضعيفة تؤدي إلى نتائج عكسية في دقة التذكر.

تفاصيل التجربة البحثية

شملت الدراسة عددًا من المتطوعين الذين عرضت عليهم صور لأشياء منزلية شائعة مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر والبرتقال. بعد مشاهدة حوالي 100 صورة، استمعوا إلى موسيقى كلاسيكية لمدة 10 دقائق. وعندما استقرت مشاعرهم إلى مستوى منخفض من الإثارة، خضعوا لاختبارات لقياس مدى تذكرهم للصور.

تضمنت الاختبارات عرض صور مطابقة، وأخرى مشابهة إلى حد كبير ولكن ليست نفسها، وثالثة لم تُعرض عليهم من قبل، وطُلب من المشاركين التمييز بينها. كما أجابوا على أسئلة لقياس مدى معرفتهم بالموسيقى ومشاعرهم أثناء الاستماع.

نتائج مثيرة للاهتمام

أظهرت النتائج أن الموسيقى لم تؤثر بشكل مباشر على ذاكرة جميع المشاركين، لكن لدى بعض الأفراد، ساعدت على تمييز الصور المتشابهة بشكل أدق. وبين التحليل أن من اختبروا مستوى متوسطًا من الإثارة العاطفية – سواء مع موسيقى مألوفة أو غير مألوفة، مبهجة أو حزينة – كانت ذاكرتهم أكثر دقة.

أما الذين شعروا بإثارة عاطفية مفرطة أو ضئيلة جدًا، فقد تذكروا جوهر الصور بشكل أفضل، لكنهم فشلوا في تذكر التفاصيل الدقيقة. وهذا يعكس طبيعة الذاكرة التي تعمل أحيانًا على حفظ الإطار العام للتجربة دون تفاصيلها الدقيقة.

دور الموسيقى في تحسين التعلم والذاكرة

تشير هذه الدراسة إلى أن توقيت الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في كيفية ترسيخ المعلومات في الدماغ، فعلى سبيل المثال، فإن الاستماع إلى موسيقى محفّزة بدرجة معتدلة بعد الدراسة قد يساعد في تثبيت المعلومات استعدادًا للاختبارات، بينما الاستماع إلى موسيقى ذات تأثير عاطفي قوي مباشرةً بعد المذاكرة قد يُضعف القدرة على تذكر التفاصيل.