الإفراط في التمارين الرياضية قد يسبب ”الإرهاق العظمي”.. تحذير للشباب من الإجهاد المبكر للمفاصل

في السنوات الأخيرة، تحوّلت ثقافة الصالات الرياضية إلى نمط حياة منتشر بين الشباب، خاصة في المناطق الحضرية. ومع التوجه المتزايد نحو تمارين القوة ورفع الأثقال والتمارين عالية الكثافة، أصبح العديد من الأشخاص في العشرينات والثلاثينات من العمر يتجاوزون حدود طاقتهم البدنية بحثًا عن اللياقة والمظهر المثالي.
ورغم أهمية التمارين المنتظمة في تعزيز صحة العضلات والعظام، إلا أن الإفراط في التدريب دون وعي أو إشراف متخصص قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة في المفاصل، أبرزها ما يُعرف طبيًا باسم "الإرهاق العظمي".
ما هو الإرهاق العظمي؟
الإرهاق العظمي ليس مصطلحًا طبيًا رسميًا بعد، لكنه يُشير إلى تآكل مبكر للعظام والمفاصل بسبب الضغط المتكرر والمفرط، مما يؤدي إلى:
-
آلام مزمنة في المفاصل
-
تيبّس الحركة
-
ظهور أعراض التهاب المفاصل مبكرًا
ويحذر الأطباء من أن هذا الإرهاق يُمكن أن يُصيب الشباب، وليس فقط كبار السن، خاصة عند تجاهل إشارات الجسم أو ممارسة الرياضة بأسلوب خاطئ.
لماذا يُصاب الشباب بإجهاد العظام؟
بحسب تقرير نشره موقع Healthsite، فإن الشباب غالبًا ما يقعون في فخ الإفراط في التمرين دون إدراك للعواقب طويلة الأمد، ويرتكبون عدة أخطاء شائعة، منها:
-
رفع الأوزان الثقيلة بدون تمارين إحماء كافية
-
تجاهل الآلام المبكرة في الركبة أو الظهر
-
الاعتماد على وضعيات خاطئة أثناء التمرين
-
عدم منح الجسم وقتًا كافيًا للراحة والتعافي
كل ذلك قد يؤدي إلى ضعف مبكر في الغضاريف وتلف المفاصل، مما يُمهّد الطريق للإصابة بـ التهاب المفاصل المبكر أو هشاشة العظام في عمر مبكر.
الابتكار في العلاج: الروبوت يدخل جراحة العظام
في الحالات المتقدمة من تآكل المفاصل، أصبح الأطباء يعتمدون على تقنيات جديدة لعلاج المفاصل دون الحاجة إلى استبدال كامل، مثل:
الجراحة الروبوتية للركبة:
-
تقدم دقة أعلى من الجراحة التقليدية
-
تُسبب جروحًا أصغر وألمًا أقل
-
تُساعد على سرعة الشفاء واستعادة الحركة
الاستبدال الجزئي للمفصل:
-
خيار ممتاز للشباب الذين يعانون من تآكل جزئي
-
يسمح بالحفاظ على الجزء السليم من المفصل
-
يؤخر الحاجة إلى الاستبدال الكامل للركبة
طرق الوقاية من الإرهاق العظمي
لحماية العظام والمفاصل من الإجهاد المبكر، ينصح الخبراء باتباع الإرشادات التالية:
-
الالتزام ببرنامج رياضي متوازن يشمل:
-
تمارين القوة
-
التمارين الهوائية
-
تمارين المرونة
-
فترات راحة كافية
-
-
الإحماء قبل التمارين الثقيلة
-
ارتداء أحذية رياضية مناسبة
-
الحصول على ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين د
-
عدم تجاهل آلام المفاصل أو التورم
-
استشارة طبيب مختص عند استمرار الألم
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا استمرت آلام المفاصل أو الظهر لفترة تزيد عن بضعة أيام أو ازدادت شدتها مع الوقت، يُفضل التوجه إلى طبيب عظام أو علاج طبيعي للحصول على تشخيص دقيق قبل اللجوء إلى المسكنات، لأن تأجيل العلاج قد يؤدي إلى تلف دائم في المفصل.
التمارين الرياضية مفيدة، ولكن المبالغة في الأداء دون إشراف أو تخطيط قد تُعرّض المفاصل والعظام للإجهاد والتآكل، في المقابل، تسمح التقنيات الحديثة مثل الجراحة الروبوتية وخيارات العلاج الوقائي بالتحكم في هذه المشكلات مبكرًا، ما يُبقي على جودة الحياة والنشاط البدني حتى في المراحل المتقدمة من الإصابة.