الإجهاد المعلوماتي.. كيف تحمين عقلك من التشتّت الرقمي؟

في زمن تتسارع فيه التنبيهات والإشعارات والمحتوى من كل حدب وصوب، يُواجه العقل البشري تحديًا جديدًا يُعرف باسم الإجهاد المعلوماتي — وهو نوع من التعب العقلي والنفسي الناتج عن التعرّض المستمر لكمّ هائل من البيانات والمعلومات التي تتجاوز قدرة الدماغ على الاستيعاب والمعالجة.
إذا كنتِ تشعرين مؤخراً بصعوبة في التركيز، أو نسيان التفاصيل البسيطة، أو التشتّت المستمر دون سبب عضوي، فربما حان الوقت لإعادة النظر في كيفية تفاعلك مع المعلومات حولك.
ما هو الإجهاد المعلوماتي؟ وكيف يؤثر على صحتك النفسية؟
الإجهاد المعلوماتي (Information Overload) هو حالة عقلية وجسدية تنتج عن التعرّض المكثف للمعلومات خلال فترة قصيرة من الزمن. يحدث ذلك بسبب تعدّد مصادر المعلومات: الأخبار، وسائل التواصل، البريد الإلكتروني، الرسائل الفورية، الاجتماعات، وغيرها.
ومن أعراضه:
-
تشتّت الانتباه وصعوبة التركيز
-
بطء في اتخاذ القرارات
-
الإرهاق الذهني والشعور بالتعب دون مجهود
-
ضعف في الذاكرة قصيرة المدى
-
شعور بالقلق أو الانزعاج العام
كل هذه الأعراض تؤثر بشكل مباشر على جودة حياتك وعلى أدائك اليومي سواء في العمل أو في المنزل.
كيف تتجنبين الإجهاد المعلوماتي؟ 5 خطوات بسيطة لحماية عقلك
1. اختاري مصادر المعلومات بوعي
كما تختارين طعامكِ، اختاري "غذاءك المعرفي". حدّدي صفحات ومواقع موثوقة، وقلّلي من متابعة الأخبار المبالغ فيها أو المحتوى المليء بالتضليل والضجيج العاطفي.
2. قاعدة "مرتين يوميًا" للبريد والأخبار
توقفي عن تفقد البريد الإلكتروني أو الأخبار كل 10 دقائق. خصّصي وقتين في اليوم لذلك – صباحًا ومساءً – لتقليل القلق الناتج عن "الاستجابة الفورية".
3. نظّفي إشعاراتك الرقمية
كل إشعار يقطع تدفق تركيزك. قومي بكتم أو حذف الإشعارات من التطبيقات غير الضرورية، خاصة تلك التي لا تضيف قيمة حقيقية لحياتك اليومية.
4. خصصي وقتًا للانفصال الرقمي
خذي فترات راحة من الشاشة خلال اليوم، حتى لو كانت 10 دقائق كل ساعة. الخروج في نزهة قصيرة، أو التأمل، أو حتى التحديق في السماء يمكن أن يجدد طاقتك الذهنية.
5. اجعلي الروتين الرقمي أداة لا عبئًا
ضعي جدولًا رقميًا يحدد وقت التصفح، الرد على الرسائل، ومتابعة المحتوى. التنظيم يقلّل من التشتت ويمنحكِ شعورًا بالسيطرة.
ليس المطلوب منك الانعزال عن العالم، بل تنظيم علاقتك مع المعلومات. فالعقل مثل العضلة، يحتاج للراحة كما يحتاج للتمرين، عندما تقللين من الضجيج المعلوماتي المحيط بك، ستشعرين براحة نفسية أكبر، وزيادة في التركيز، وصفاء ذهني يحسّن جودة حياتك بشكل عام.