”انفجار مفاجئ في طهران: عضو بارز في النظام يكشف ”الحقيقة المرة” وراء مقتل الرئيس!

في تطور مثير يُعيد تشكيل المشهد السياسي الإيراني، خرج أحد أبرز أعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام باتهامات صادمة تُعيد فتح ملف مقتل الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، الذي لقي حتفه في مايو 2024 إثر تحطم مروحية في منطقة جبلية بإقليم أذربيجان الغربية.
هذه المرة، لم تكن التصريحات روتينية، بل جاءت كزلزال سياسي: "الحادث لم يكن مجرد حادث... بل عملية اغتيال نفذتها إسرائيل بمساعدة روسيا" — هكذا بدأ محمد صدر، القيادي المقرب من دوائر صنع القرار، كشفه المثير في مقابلة تلفزيونية حصرية.
تفاصيل الحادث: تحطم طائرة وصدمة وطنية
في 19 مايو 2024، شهدت إيران واحدة من أسوأ الكوارث السياسية في عهدها الحديث، عندما تحطمت مروحية عسكرية من طراز "سيكورسكي" كانت تقل الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية السابق حسين أمير عبد اللهيان، وعدد من كبار المسؤولين والمرافقين، أثناء عودتهم من زيارة رسمية إلى محافظة أذربيجان الشرقية.
الحادث، الذي وقع في منطقة جبلية ضبابية ووعرة، أودى بحياة جميع الركاب، وأثار حالة من الحزن والصدمة في أرجاء البلاد.
السلطات الإيرانية أعلنت آنذاك أن سوء الأحوال الجوية هو السبب الرئيسي، ونفت بشدة أي تدخل خارجي.
لكن بعد أشهر من التحقيقات الرسمية، لا تزال الشكوك تحوم حول ظروف الحادث، خاصة مع غياب تقرير فني شامل يُنشر للرأي العام.
اتهامات نارية: صدر يتهم إسرائيل وروسيا بالتعاون في "عملية اغتيال ممنهجة"
في مقابلة استثنائية بُثت عبر برنامج "سينرجي" على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRIB)، كشف الدكتور محمد صدر، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام منذ 2017، ومستشار سابق لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، عن وجهة نظر تُعدّ من أكثر التصريحات تشدّدًا حتى الآن:
"أنا أرى أن ما حدث كان عملية اغتيال، وليس مجرد حادث. إسرائيل تقف خلفه، وهدفها واضح: إرسال رسالة ترهيب لإيران لوقف تمددها العسكري والنووي، ولإضعاف شبكة حلفائها في المنطقة."
وأضاف صدر، في تصريحات وصفها مراقبون بـ"الجريئة وغير المسبوقة":
"إسرائيل ليست وحدها. روسيا، الشريك المزعوم، قدمت معلومات استخباراتية حساسة حول مواقع الدفاعات الجوية الإيرانية، مما سهّل تنفيذ العملية."
وأكد صدر أن هذا التقييم "شخصي" ولا يستند إلى وثائق رسمية، لكنه استند إلى "تحليل دقيق للسياق الجيوسياسي، وتزامن الحادث مع تصعيد ملحوظ في الضغوط الدولية على طهران."
رد فعل طهران: إنكار عسكري وانقسام داخلي
رغم خطورة هذه الاتهامات، سارعت القيادات العسكرية الإيرانية إلى نفي أي تورط أجنبي في الحادث. وفق ما نقلته وسائل إعلام إيرانية بارزة، بينها "إيران إنترناشونال"، أكد مسؤولون في الحرس الثوري أن "التحقيق الفني أكد أن سبب التحطم كان عوامل بيئية وتقنية"، مشددين على أن "لا دليل على تدخل خارجي."
لكن تصريحات صدر كشفت عن انقسام داخلي صامت داخل النخبة الحاكمة، بين من يرى في الحادث "كارثة طبيعية"، ومن يُفسرها كـ"ضربة استخباراتية معقدة" ضمن ما وصفه البعض بـ"الحرب الباردة الجديدة" ضد إيران.د
التحالف الإيراني-الروسي في مهب الريح؟
من أبرز الجوانب الصادمة في تصريحات صدر، هو توجيهه انتقادات لاذعة لموسكو، حليف طهران الاستراتيجي في مواجهة الغرب. فقد وصف الاتفاق الاستراتيجي الموقع بين البلدين في مطلع 2024 بأنه "عديم القيمة"، مضيفًا:
"روسيا لن تدعم إيران في أي صراع مستقبلي مع الولايات المتحدة. إنها تبحث عن مصالحها فقط، وقد تكون حتى طرفًا في تآمر ضدنا."
هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الإيرانية-الروسية توترات خلف الكواليس، خاصة في ملفات مثل التعاون الدفاعي، وإمدادات الطائرات المُسيرة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
خلفية عن محمد صدر: صوت نافذ في دوائر القرار
يُعد محمد صدر من الشخصيات المؤثرة في الأوساط الدبلوماسية والسياسية الإيرانية. شغل منصب نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، وكان أحد المستشارين المقربين من ظريف، ما يمنح تصريحاته وزنًا سياسيًا وتحليليًا كبيرًا، حتى لو جاءت "بصفة شخصية".
انتماؤه إلى مجمع تشخيص مصلحة النظام — الجهة التي تُعَدّ أعلى سلطة تسوية للخلافات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور — يجعله جزءًا من النسيج المؤسسي الأعلى في النظام، ما يرفع من مستوى جدية ما يقوله.