مقرب من الحوثيين يُفجّر قنبلة سياسية: هل تُدار العلاقة مع أمريكا بالسر؟ تساؤلات تهز مليشيات الحوثي!

في ظل تصاعد الضربات الجوية الإسرائيلية على العاصمة صنعاء، أثار القيادي البارز في الحراك الجنوبي والمقرب من الحوثيين ، آزال الجاوي، جدلاً واسعاً بانتقاده الحاد لطريقة تعامل مليشيات الحوثي مع الحدث، مُشككاً في مصداقية خطابها الإعلامي حول طبيعة العدوان وعلاقته بالولايات المتحدة الأمريكية.
في تغريدة لاذعة على منصة "إكس"، طرح الجاوي سؤالاً مزلزلاً: إذا كان العدوان "صهيوأمريكيًا" كما تدّعي المليشيات، فلماذا لا يُتخذ موقف من واشنطن؟
التساؤل لا يمس فقط التناقض الإعلامي، بل يلامس جوهر السياسة الخارجية، ويفتح الباب على مصراعيه أمام شكوك حول وجود "تفاهمات خفية" لا يُعلن عنها.
حيث استنكر آزال الجاوي، القيادي في الحراك الجنوبي، التصريحات المتكررة الصادرة عن وسائل الإعلام التابعة لمليشيات الحوثي، والتي وصفت الغارات الإسرائيلية على صنعاء بأنها "عدوان صهيوني أمريكي"، مُعتبراً أن هذا الوصف يفتقر إلى الدقة، ويُربك الرأي العام داخلياً وخارجياً.
وقال الجاوي في تغريدة له: "تُسمّون العدوان الذي يحصل عدوانًا (صهيوأمريكيًا)، وهو كذلك فعلاً، ثم لا تردّون على أمريكا!" — مُشيراً إلى تناقض فج بين الخطاب العدائي تجاه واشنطن، والصمت التام على أي إجراءات دبلوماسية أو سياسية ضدها.
وأضاف: "إما أن عدم الرد ناتج عن التزامكم بهدنة من طرف واحد مع الولايات المتحدة، أو أن أمريكا ليست طرفاً في هذا العدوان، وبالتالي أنتم تُدخلونها زوراً في التصعيد، ما يعني أن إعلامكم يكذب!"
وأكد الجاوي أن هذا التناقض يُربك المواطنين والمراقبين، ويُضعف مصداقية الموقف الرسمي، مُشدداً على أن "الإعلام لا يُبنى على التضليل، بل على نقل الحقيقة بشفافية".
السياق الجيوسياسي:
تأتي تصريحات الجاوي في وقت تشهد فيه اليمن تصعيداً متصاعداً، مع تنفيذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على مواقع في صنعاء، بزعم استهداف منشآت عسكرية تُستخدم في تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة التي تُطلق تجاه إسرائيل.
رغم أن مليشيات الحوثي تعلن دعمها العلني للقضية الفلسطينية وتشن هجمات مسيرة عبر البحر الأحمر، إلا أن ربطها لكل عدوان خارجي بـ"التحالف الصهيوني الأمريكي" بات محل شك واسع، خاصة مع غياب أي أدلة دامغة على تورط مباشر من قبل الولايات المتحدة في هذه العمليات.
شدد الجاوي على أن "وضوح الموقف الرسمي من العدوانات الخارجية على اليمن ليس ترفاً سياسياً، بل ضرورة قانونية وأخلاقية"، موضحاً أن "تحديد الجهة المعتدية هو أول خطوة في تحديد المسؤوليات، وتفادي تضليل الرأي العام".
وأضاف: "الإعلام اليمني، خاصة الإعلام التابع للمليشيات، عليه عبء كبير في نقل الحقيقة، لا في بناء سرديات تُربك الداخل وتُضعف الموقف الدولي" — في إشارة إلى تأثير الخطاب الإعلامي على تقييم المجتمع الدولي للأزمة اليمنية.
وأشار إلى أن استمرار تضخيم دور أمريكا في العدوان دون أدلة، يُفقد الخطاب مصداقيته، ويُعزز الانطباع بأن "العدو" يُصنع إعلامياً لأغراض داخلية، لا لمواجهة حقيقية.