بريطانيا تؤيد إغلاق مجموعة مينسك وتثني على تقدم محادثات السلام بين أرمينيا وأذربيجان

أعربت بريطانيا عن تأييدها الواضح لإغلاق مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وذلك عقب التقدم الملموس في محادثات السلام بين أرمينيا وأذربيجان. وجاء الموقف البريطاني بعد توقيع الرئيس الأذري إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إعلاناً مشتركاً في القمة التي استضافتها واشنطن في الثامن من أغسطس، وهو ما وصفته لندن بأنه محطة محورية على طريق إنهاء النزاع التاريخي في جنوب القوقاز.
إشادة بالدور الأميركي في إنجاح المفاوضات
وأكدت بريطانيا في بيان رسمي أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن القيادة الأميركية لعبت دوراً رئيسياً في تسهيل هذا التقدم الدبلوماسي، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تمثل أساساً متيناً يمكن البناء عليه لدفع محادثات السلام بين أرمينيا وأذربيجان نحو اتفاق شامل. كما أبرز البيان تقدير لندن لشجاعة الحكومتين في تبني نهج المصالحة بعد عقود من التوتر والصراع.
دعوة للاستمرار في الحوار والبناء على التقدم
شددت بريطانيا على ضرورة التزام الطرفين بروح التعاون والعمل البنّاء من أجل الوصول إلى توقيع اتفاق سلام دائم. وأكدت أن نجاح محادثات السلام بين أرمينيا وأذربيجان يتطلب المزيد من خطوات بناء الثقة، خاصة في مجالات الاستقرار الإقليمي وحقوق الإنسان، مع إعلان لندن استعدادها الكامل لدعم أي مبادرات مستقبلية من شأنها تعزيز التعاون والازدهار في المنطقة.
تأييد إغلاق مجموعة مينسك
وأعلنت الحكومة البريطانية مساندتها الكاملة لقرار المجلس الدائم في منظمة الأمن والتعاون بشأن إغلاق هياكل مجموعة مينسك، بما يشمل الموارد المالية والإجراءات التنظيمية، وذلك استجابةً للطلب المشترك المقدم من وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان. ويعكس هذا الموقف البريطاني قناعة بأن الآليات الجديدة برعاية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكثر فاعلية من المسارات التقليدية.
خلفية تاريخية عن مجموعة مينسك
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة مينسك تأسست عام 1992 للتوسط في نزاع إقليم ناغورنو قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان، لكنها تعرضت لانتقادات شديدة لعدم تمكنها من تحقيق أي تقدم ملموس خلال ثلاثة عقود. ومع حرب 2020 وتراجع دور موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية، أصبحت المجموعة إطاراً غير فعّال في نظر الطرفين، ما دفعهما إلى تقديم طلب رسمي في 11 أغسطس لإغلاقها والاعتماد بدلاً من ذلك على مسارات تفاوض جديدة.
مرحلة جديدة لجنوب القوقاز
وبينما تتسارع وتيرة محادثات السلام بين أرمينيا وأذربيجان، تأمل بريطانيا ومعها المجتمع الدولي أن يؤدي هذا الزخم إلى اتفاق شامل يفتح صفحة جديدة من الاستقرار في جنوب القوقاز، بعد سنوات طويلة من الحروب والنزاعات.