المشهد اليمني

أزمة متصاعدة.. هجمات أوكرانيا تشعل أزمة وقود في روسيا

الأربعاء 27 أغسطس 2025 12:07 صـ 4 ربيع أول 1447 هـ
النفط
النفط

تشهد روسيا أزمة وقود متفاقمة بعد سلسلة من الهجمات الجوية الأوكرانية الدقيقة التي استهدفت منشآت التكرير الحيوية في عدة مناطق، ما أدى إلى اضطراب واسع في الإمدادات وارتفاع حاد في أسعار الوقود، وسط محاولات حكومية عاجلة لاحتواء التداعيات الاقتصادية والاجتماعية.

كثفت أوكرانيا منذ مطلع أغسطس استخدام الطائرات المسيّرة في تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت منشآت الطاقة الروسية، ما أدى إلى تعطيل جزئي أو كامل لعدد من المصافي الحيوية، وتسبب في أزمة وقود متصاعدة داخل البلاد.

وقد تعرضت مصافي رئيسية مثل مصفاة فولغوغراد التابعة لشركة "لوك أويل"، ومصفاة نوفوكويبيشيفسك التابعة لـ"روسنفت"، لأضرار جسيمة نتيجة الهجمات، ما أدى إلى توقف الإنتاج في بعض المنشآت. وتشير التقديرات إلى أن هذه العمليات عطّلت نحو 11٪ من طاقة التكرير السنوية في روسيا، وهو ما انعكس مباشرة على السوق المحلي.

الاسعار

رفعت أسعار البنزين في روسيا بنسبة 55٪ منذ بداية العام، مع تسجيل زيادات إضافية بلغت 8٪ خلال أغسطس فقط. هذا الارتفاع جاء نتيجة مباشرة لتعطل الإنتاج في عدد من المصافي الحيوية، أبرزها مصفاة فولغوغراد التابعة لشركة "لوك أويل"، ومصفاة نوفوكويبيشيفسك التابعة لـ"روسنفت"، والتي تعرضت لأضرار جسيمة أدت إلى توقف جزئي أو كامل في عمليات التكرير.

وشهدت مناطق مثل بريموريه، القرم، وزابوروجيا، شهدت محطات الوقود طوابير طويلة، وسط تقارير عن نفاد الإمدادات في بعض المواقع، ما دفع الحكومة الروسية إلى فرض حظر مؤقت على تصدير البنزين والديزل اعتبارًا من 1 أغسطس الجارى، في محاولة لتأمين السوق المحلي. إلا أن هذه الإجراءات لم تنجح في كبح الأزمة، التي تتفاقم يومًا بعد يوم.ر

تقدر خسائر روسيا من صادرات النفط والغاز بنحو 25٪ إلى 30٪ خلال الربع الحالي، مع توقعات بانخفاضها إلى 10٪ سنويًا في حال استمرار الهجمات. هذه الخسائر لا تقتصر على الداخل الروسي، بل تمتد إلى دول أوروبية مثل المجر، سلوفاكيا، وبيلاروسيا، التي تعتمد بشكل كبير على الإمدادات الروسية، وبدأت تشهد تقلبات حادة في أسعار الطاقة، ما يهدد استقرار أسواق الوقود الإقليمية

في ظل هذا التصعيد، تبدو أزمة الوقود في روسيا أكثر من مجرد اضطراب مؤقت، بل هي انعكاس لتحول نوعي في التكتيك العسكري الأوكراني، الذي بات يستهدف العمق الاقتصادي الروسي. وبين محاولات موسكو لإعادة تأهيل البنية التحتية، وضغوط السوق الداخلية، تظل الأزمة مفتوحة على سيناريوهات أكثر تعقيدًا في الأشهر المقبلة، وسط ترقب دولي حذر لتداعياتها على أسواق الطاقة العالمية.