المشهد اليمني

رياضيو غزة في مواجهة الإبادة الإسرائيلية.. الاحتلال يستهدف الهوية الفلسطينية

الأربعاء 27 أغسطس 2025 04:42 مـ 4 ربيع أول 1447 هـ
سليمان عبيد
سليمان عبيد

واصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف الرياضة الفلسطينية بشكل مباشر، في محاولة منه لمحو الهوية الوطنية الفلسطينية والقضاء على كل من يرفع اسم فلسطين في المحافل الرياضية. فقد أعلنت مصادر محلية اليوم الأربعاء عن استشهاد العداء الفلسطيني علام عبد الله العمور قرب أحد مراكز توزيع المساعدات في خانيونس جنوبي القطاع، بعد أن طالته نيران جيش الاحتلال. هذه الجريمة الجديدة تضاف إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات الإسرائيلية التي جعلت من الرياضة الفلسطينية أحد ميادين الحرب المفتوحة.

استهداف متعمد للرياضيين

لم يسلم الرياضيون الفلسطينيون من بطش الاحتلال، إذ تحولت الملاعب التي كانت مصدر فرح وأمل للشباب إلى مقابر جماعية تطمر تحتها طموحات وأحلام جيل كامل. وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن أكثر من 800 رياضي فلسطيني استشهدوا منذ بداية العدوان، بينما تقف المؤسسات الرياضية الدولية وعلى رأسها اللجنة الأولمبية والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في صمت غير مبرر أمام ما يجري ضد الرياضة الفلسطينية.

قصص أيقونية تحرك العالم

قصة النجم الفلسطيني سليمان العبيد، المعروف بلقب "بيليه فلسطين"، كانت واحدة من أبرز المحطات التي لفتت أنظار العالم إلى حجم الجرائم الإسرائيلية ضد الرياضيين. وبعد أن سلّط نجم ليفربول محمد صلاح الضوء على مأساة الرياضيين، اهتزت بعض المؤسسات الأوروبية الرياضية، مطالبة بوقف الاعتداءات. العبيد، الذي يعد من أبرز هدافي منتخب فلسطين ونادي خدمات الشاطئ، أصبح رمزاً للمأساة التي تعيشها الرياضة الفلسطينية.

تدمير المنشآت الرياضية

لم يقتصر العدوان الإسرائيلي على استهداف الأفراد فحسب، بل طال البنية التحتية الرياضية. فقد دُمر ما يقارب 300 منشأة رياضية، بينها 184 بشكل كامل و116 بشكل جزئي، بما في ذلك 12 ملعباً أنشئت بتمويل من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". وتحولت ملاعب تاريخية مثل اليرموك وفلسطين ومحمد الدرة إلى مراكز إيواء للنازحين، ما يكشف حجم الاستهداف الممنهج ضد الرياضة الفلسطينية.

شهداء الرياضة بين القصف والاغتيال

منذ يوليو الماضي فقط، استشهد 30 رياضياً فلسطينياً، بينهم 11 خلال الأسبوع الثاني من الشهر ذاته، بمعدل شهيدين يومياً، بينما ارتقى 13 رياضياً آخرون في يونيو. ومن أبرز الأسماء التي ارتقت مؤخراً: محمد عبد المنعم الجعبري، عماد يوسف السمهوري، مصطفى ميط، وأحمد علي صلاح. كما شملت القائمة لاعبين من كرة الطائرة والكاراتيه والمواي تاي وكرة اليد، ما يعكس شمولية الاستهداف لكافة مكونات الرياضة الفلسطينية.

محو الهوية الوطنية عبر الرياضة

تشكل الرياضة الفلسطينية أحد أعمدة الهوية الوطنية، الأمر الذي يدفع الاحتلال الإسرائيلي إلى استهدافها بشكل متواصل. ومن خلال قتل الرياضيين، تدمير المنشآت، واعتقال اللاعبين، يسعى الاحتلال إلى محو أي مظهر يعزز من صمود الفلسطينيين في وجه محاولات الإبادة والتشريد. هذا المخطط يجد دعماً سياسياً وعسكرياً أمريكياً، وسط تجاهل المجتمع الدولي لقرارات محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف الحرب.