المشهد اليمني

حملة مفاجئة في كورنيش عدن تُعيد الحياة للساحل – ماذا حدث بالفعل؟”

الأربعاء 27 أغسطس 2025 06:40 مـ 4 ربيع أول 1447 هـ
تنظيف الساحل
تنظيف الساحل

في خطوة تُعدّ نقلة نوعية نحو استعادة هوية العاصمة المؤقتة، شهد كورنيش ساحل أبين بمحافظة عدن، اليوم الأربعاء، واحدة من أضخم الحملات التصحيحية التي تشهدها المدينة منذ سنوات.

بحضور أمني وتنفيذي مكثف، أطلقت سلطات مديرية خور مكسر حملة واسعة لإزالة العشوائيات وفرض النظام على أحد أهم المرافق العامة، في مؤشر واضح على عزم جديد لإعادة ترتيب الشارع العدني وترميم مكانته الحضارية.

إعادة الوجه الحضاري لقلب عدن

نفذت السلطة المحلية في مديرية خور مكسر، اليوم الأربعاء، حملة ميدانية واسعة النطاق في كورنيش ساحل أبين، وذلك تنفيذًا لتوجيهات مباشرة من مدير عام المديرية، الأستاذ عواس محمد الزهري، وبمشاركة فاعلة من قوات الحزام الأمني (القطاع الرابع)، وقسم العوائق في مكتب الأشغال العامة، إلى جانب صندوق النظافة والتحسين بالمديرية.

وتركزت الحملة على ضبط وإزالة البسطات العشوائية، والمقاهي غير المرخصة، والمظلة التجارية المخالفة التي انتشرت بشكل عشوائي على طول الكورنيش، مستغلة المساحات العامة ومحوّلة إياها إلى أماكن خاصة للربح، ما أدى إلى تدهور المظهر الجمالي للساحل، وعرقلة حركة المواطنين، وتشويه المنظر البصري لواحد من أبرز المعالم السياحية والترفيهية في عدن.

وأكد مصدر مسؤول في السلطة المحلية أن الحملة أسفرت عن إزالة أكثر من 17 مخالفة بناءً وتركيبًا غير قانوني، إلى جانب فك احتكارات استمرت لأشهر، دون أي رقابة سابقة. وأشار إلى أن العمل تمت متابعته بشكل دقيق لضمان عدم التسبب بأي إرباك للمواطنين، مع الحفاظ على الحسم الإداري والأمني اللازم.

الزهري: لا تهاون مع من يعبث بوجه عدن

في تصريح مقتضب عقب انتهاء المرحلة الأولى من الحملة، أكد مدير عام مديرية خور مكسر، عواس الزهري، أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة متكاملة لإعادة المظهر الحضاري والجمالي لمدينة عدن، موضحًا أن:

"الكورنيش ليس مكانًا للبسط أو الربح غير المشروع، بل هو متنفس شعبي، ورمز للهوية العدنية. لن نسمح لأي كان أن يشوهه أو يحوله إلى سوق عشوائي."

وشدد الزهري على أن السلطة المحلية ستُتابع بصرامة أي محاولة للعودة إلى نفس الممارسات، موضحًا أن الحملة ليست "ظرفية"، بل جزء من برنامج مستمر للرقابة، يشمل تكثيف الدوريات، ونشر كاميرات مراقبة مستقبلاً، وتفعيل دور المواطنين في الإبلاغ عن المخالفات.

ما الذي يعنيه هذا للسكان؟

للكورنيش في عدن، مكانة رمزية لا تقل عن أهميته الترفيهية. فقد كان لعقود الملاذ اليومي للعائلات، وموقعًا للقاءات الاجتماعية، ونافذة على البحر في قلب المدينة. لكن في السنوات الأخيرة، تدهور حالته بسبب الاستيلاء غير المشروع على المساحات، وتراكم القمامة، وضعف الرقابة، ما حوّله في بعض الأجزاء إلى "منطقة نزاع" بين الباعة والمتنزهين.

وقد لاقى التدخل الرسمي ترحيبًا واسعًا من قبل السكان، حيث عبّر عدد منهم عن أملهم في أن تُصبح هذه الحملة بداية لـ"عصر جديد من الانضباط الحضري".

"أخيرًا، بدأنا نرى بصيص أمل"، قال المواطن أحمد ناصر، وهو يتجول مع أطفاله في الكورنيش بعد الحملة. "كنا نخاف من المجيء هنا بسبب الزحام والروائح الكريهة، لكن اليوم أصبح المكان نظيفًا وهادئًا."