المشهد اليمني

انهيار داخلي وفرار جماعي للقيادات الحوثية بعد الضربات الإسرائيلية المفاجئة – من هم المستهدَفون الجدد؟

الخميس 4 سبتمبر 2025 01:10 صـ 12 ربيع أول 1447 هـ
قيادات الحوثي
قيادات الحوثي

في مؤشر صادم على حالة الذعر التي تضرب قيادة مليشيا الحوثي، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، عن هروب ما وصفه بـ"بقايا قيادة الجماعة" من العاصمة صنعاء، في خطوة تُعد الأكبر من نوعها منذ بدء التصعيد الإقليمي المتصاعد.

وتأتي هذه التطورات المثيرة في ظل تقارير تؤكد انتقال قيادات بارزة إلى مخابئ محصنة في صعدة وعمران، ما يوحي بأن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة لم تكن مجرد رد عسكري، بل كانت ضربة استخباراتية دقيقة أربكت الحسابات الحوثية تمامًا.

"مثل جميع قادة الإرهاب الإسلامي المتطرف، يعتنون بأنفسهم ويتخلون عن السكان"
— يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي

تفاصيل التطورات: فرار قيادات بارزة وسط حالة من الفوضى الأمنية

أفادت مصادر سياسية وأمنية مطلعة، بناءً على تقارير نشرتها صحيفة الشرق الأوسط، أن عددًا من كبار قادة مليشيا الحوثي غادروا العاصمة صنعاء بشكل مفاجئ، متجهين إلى مناطق نائية تحت سيطرة الجماعة في محافظتي صعدة وعمران، في محاولة للتمويه على مواقعهم الحقيقية وتقليل خطر الاستهداف.

وأشارت المعلومات إلى أن هذا التحرك الجماعي يأتي في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية الموجعة التي استهدفت مواقع عسكرية واستخباراتية حاسمة في صنعاء الأسبوع الماضي، والتي نُسبت إلى إسرائيل رغم عدم إعلانها رسميًا عن تنفيذها، لكن التصريحات الإسرائيلية اللاحقة أكدت التورط المباشر.

ومن أبرز القيادات التي تم تأكيد مغادرتها صنعاء:

  • محمد علي الحوثي – عضو المجلس الرئاسي للحوثيين، وشخصية بارزة في صنع القرار العسكري والاستراتيجي.
  • عبد الكريم الحوثي – وزير الداخلية في الإدارة الموازية للجماعة، المسؤول عن الشؤون الأمنية الداخلية.
  • أبو علي الحكيم – رئيس جهاز المخابرات الجديد، الذي عيّن حديثًا لتعزيز قدرات الجماعة الاستخباراتية.
  • أحمد حامد – عضو في المجلس الرئاسي، يُعد من المقربين جدًا من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

نقل العائلات وعزل القيادات: إجراءات استثنائية تعكس حجم الهلع

في تطور لافت، رصدت مصادر محلية في صنعاء حركة غير مسبوقة لحافلات تُنقل عبرها عائلات قيادات حوثية بارزة نحو مناطق آمنة في صعدة وعمران، في خطوة تُفسر على أنها محاولة للحفاظ على "الأمن الشخصي" للقيادات، بينما تُترك الجماهير في المدن المكتظة عرضة للقصف.

كما كشفت المصادر أن الجماعة أصدرت أوامر صارمة بعدم تجمع القيادات في المباني الحكومية أو المقرات الرسمية، وحظر استخدام وسائل الاتصال التقليدية، مع الاعتماد المتزايد على وسائل تواصل مشفرة. ويُعد هذا التحول دليلًا واضحًا على تفكك البنية القيادية وانهيار الثقة في أنظمة الحماية السابقة.

تحذير إسرائيلي حاسم: "لقد عرفنا كيف نصطادهم هذه المرة"

في تصريحات نارية خلال مؤتمر أمني في تل أبيب، قال يسائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي:

"مثل جميع قادة الإرهاب الإسلامي المتطرف، يعتنون بأنفسهم ويتخلون عن السكان. إنهم يعيشون في فنادق فاخرة بقطر بينما يُجبر أتباعهم على العيش في أنفاق تحت الأرض. لكن هذه المرة، عرفنا كيف نصطادهم... وسنعرف كيف نفعل ذلك في المستقبل أيضًا."

وأضاف كاتس:

"الضربات الأخيرة لم تكن نهاية المطاف، بل بداية لحقبة جديدة من الردع الاستباقي ضد أي تهديد يستهدف أمن إسرائيل من أي بقعة في الشرق الأوسط."

وتشير تقديرات أمنية إلى أن إسرائيل نجحت في تقويض البنية الاستخباراتية للحوثيين عبر تعاون استخباراتي غير معلن مع دول إقليمية، ما مكّنها من تحديد مواقع قيادات حوثية دقيقة، حتى داخل المباني المحصنة.

ما الذي يعنيه هذا التصعيد لمستقبل الصراع في اليمن والمنطقة؟

الهروب الجماعي للقيادات الحوثية لا يُقرأ فقط كرد فعل على الضربات الإسرائيلية، بل كمؤشر على انهيار استراتيجي داخلي، وربما بداية لانشقاقات مستقبلية داخل الجماعة، خاصة مع تصاعد الضغوط العسكرية والسياسية من أكثر من اتجاه.

في الوقت نفسه، تُعيد هذه التطورات تشكيل خريطة التهديدات الإقليمية، حيث تُظهر أن إيران ووكلائها لم يعودوا في منأى عن الضربات المباشرة، حتى في العمق اليمني. ويُتوقع أن تُصعّد إسرائيل من وتيرة تحركاتها الاستباقية، خصوصًا مع تزايد إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية عبر الحوثيين.