المشهد اليمني

”الإعلامي محمد المحمدي يفضح عصابة تبتز الآلاف من أهالي المفقودين... تفاصيل صادمة!”

السبت 6 سبتمبر 2025 01:25 صـ 14 ربيع أول 1447 هـ
المحمدي
المحمدي

أطلق الإعلامي اليمني البارز محمد المحمدي، مساء اليوم الجمعة، تحذيراً شديداً من شبكة نصب واحتيال تنشط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تستهدف أسر المفقودين بذريعة المساعدة في العثور عليهم، في مخطط وصفه بـ"القذر والمستفز"، يستغل فيه الجناة آلام الأسر وحالتهم النفسية المتردية لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة.

وأوضح المحمدي، في منشور مطول رصده على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك"، أن هذه العصابة تعمل تحت غطاء "البحث عن المفقودين"، حيث تقوم بمراقبة البلاغات التي تُنشر حول أشخاص فقدوا أثرهم داخل اليمن أو في دول الخليج، ثم تتواصل مع ذويهم عبر أرقام هواتف متعددة، زاعمة امتلاكها معلومات دقيقة عن مكان تواجد المفقود.

وأشار إلى أن الجناة يلجأون إلى أساليب احتيالية محكمة، حيث يوهمون الأسر بأنهم على اتصال مباشر مع المفقود، ويعرضون إرسال مقاطع فيديو أو صور له، مقابل دفع مبالغ مالية "تبدأ من بضع مئات من الدولارات"، وغالباً ما تكون هذه المقاطع مسروقة أو مزيفة، تُستخرج من ملفات عامة على الإنترنت، قبل أن يقطعوا الاتصال فور استلام الأموال، ويختفوا دون أثر.

وأكد المحمدي كشف هوية العنصرين الرئيسيين في هذه الشبكة، وهما:

  • سعدون إبراهيم يحيى حسين جهضم
  • محمد محمد علي قوزع

وأرفق المنشور بصورهما ونسخاً من بطاقتيهما الشخصية، داعياً جميع المواطنين إلى الحذر الشديد من التعامل مع أي شخص يحمل نفس الاسم أو الرقم، وطالب الجهات الأمنية والقضائية بسرعة التحرك لملاحقتهما وتقديمهما للعدالة، محذراً من أن استمرار بقائهما طليقين يشجع على تكرار هذه الجرائم البشعة.

وأضاف المحمدي: "إن استغلال وجع الأسر ودموع الأمهات والآباء من أجل جمع المال هو خيانة للإنسانية قبل أن تكون جريمة قانونية"، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود بين وسائل الإعلام والمجتمع المدني والأجهزة الأمنية لوقف هذه الظاهرة التي تهدد السلم الاجتماعي وتُعمق معاناة آلاف العائلات.

يُذكر أن محمد المحمدي يُعد أحد أبرز الإعلاميين اليمنيين في مجال البحث عن المفقودين، حيث اشتُهِر ببرنامجه التلفزيوني الشهير "نوح الطيور" الذي عُرض على قناة اليمن الفضائية (الرسمية)، واستطاع خلال سنوات عمله استعادة العشرات من المفقودين، سواء من داخل اليمن أو من دول الخليج، حيث ساهم في لم شملهم مع أسرهم بعد فقدهم لسنوات.

لكن مع تصاعد الحرب الحوثية منذ عام 2014، وتدهور الأوضاع الأمنية والخدمية، اضطر البرنامج إلى التوقف، ليواصل المحمدي جهوده الإنسانية عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما صفحته على "فيسبوك"، التي باتت مرجعاً موثوقاً لأسر كثيرة تبحث عن ذويها، حيث ينشر بلاغات ويتابعها مباشرة مع الجهات المختصة.

ودعا المحمدي في ختام منشوره جميع المواطنين إلى توخي الحذر، وعدم الانسياق وراء أي اتصالات مشبوهة، والتأكد من مصادر المعلومات قبل دفع أي مبالغ، مطالباً بضرورة الإبلاغ الفوري عن أي محاولة نصب إلى الجهات المختصة أو عبر صفحته الرسمية لتتبعها وفضحها.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحالة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق أن كشفت تقارير صحفية وحقوقية عن ظاهرة متزايدة لاستغلال حالات فقدان الأشخاص عبر الإنترنت، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الدولة لوضع آليات رقابية وقانونية تحمي المتضررين وتعاقب المحتالين.