من يقف وراء قناة غامضة أجرت مقابلة مثيرة مع نتنياهو؟

في مقابلة مثيرة للجدل استضافتها قناة "أبو علي إكسبرس" على تليجرام، أطلق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات هجومية ضد الدولة المصرية، متهمًا إياها برفض فتح معبر رفح وتعرقل ما وصفه بـ"التهجير الطوعي" للفلسطينيين، وقد قوبلت تصريحاته برد رسمي حازم من وزارة الخارجية المصرية، مؤكدة أن مصر لن تسمح بتمرير أو دعم أي محاولة لتهجير الفلسطينيين تحت أي مسمى.
نتنياهو: مصر ترفض فتح معبر رفح وتهدد بعرقلة "الخروج الطوعي"
خلال المقابلة، قال نتنياهو إنه على استعداد لفتح معبر رفح من الجانب الإسرائيلي، لكن مصر ستقوم بإغلاقه فورًا، معتبرًا ذلك "دليلاً على رفض القاهرة لخطط إعادة تموضع الفلسطينيين"، في إشارة صريحة إلى نية الاحتلال تصدير الأزمة الإنسانية في غزة نحو سيناء، وهو ما تعتبره مصر خطًا أحمرًا لا يمكن تجاوزه.
من هي قناة "أبو علي إكسبرس"؟ منصة دعائية تتستر باسم عربي
القناة التي أجرت المقابلة، وتُعرف باسم "أبو علي إكسبرس"، هي قناة إسرائيلية شهيرة على "تليجرام"، تُدار من قبل عنصر مرتبط بالجيش الإسرائيلي، وتُستخدم كأداة في حرب الوعي والدعاية السياسية.
رغم استخدام اسم عربي، إلا أن القناة تبث باللغتين العبرية والعربية، وتتبنى وجهة نظر إسرائيلية بالكامل، حيث تنشر محتوى يستهدف الفصائل الفلسطينية وتهاجم الصحفيين المنتقدين للجيش.
ردود غاضبة في إسرائيل: نتنياهو يتجنب الصحافة الجادة
المقابلة أثارت كذلك انتقادات حادة من الصحفيين الإسرائيليين الذين استهجنوا ظهور نتنياهو في "قناة تليجرام مجهولة" بدلًا من مواجهة صحافة حقيقية، مشيرين إلى أنه سبق وشارك في بودكاست أمريكي يديره ثملان، ثم مقابلة أخرى أثارت جدلاً بسبب زلة لسانه عن مذابح الأرمن.
الخارجية المصرية: تصريحات نتنياهو مرفوضة وتكرّس الفوضى
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا رسميًا، أكدت فيه رفضها القاطع للتصريحات المنسوبة لنتنياهو، مشددة على أن:
-
مصر ترفض تهجير الفلسطينيين قسرًا أو طوعًا.
-
هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتُصنَّف كـ"جرائم تطهير عرقي".
-
تصريحات الاحتلال تهدف إلى تمديد أمد التصعيد في المنطقة، لصرف النظر عن جرائم الحرب في غزة.
القاهرة: لن نكون شريكًا في تصفية القضية الفلسطينية
أكد البيان أن مصر لن تكون أبدًا طرفًا في تصفية القضية الفلسطينية، ولن تفتح معبر رفح ليكون بوابة تهجير جماعي، مشيرة إلى أن هذا الأمر يُعد خطًا أحمر لا يمكن التهاون فيه، مع دعوة المجتمع الدولي لتفعيل آليات المحاسبة الدولية بحق إسرائيل.
ماذا قال نتنياهو بالضبط عن معبر رفح؟
في تصريحه، قال نتنياهو:
"أنا أقدر على فتح معبر رفح، لكن مصر ستغلقه فورًا، لأنهم لا يريدون تهجير الفلسطينيين. بينما أنا أقول إن هذا الحل ممكن."
وهو ما تم تفسيره كتصعيد مباشر نحو تحميل مصر مسؤولية إنسانية ليست من اختصاصها، واتهامها بعرقلة "الحلول الإسرائيلية" للأزمة في غزة.