المشهد اليمني

”12 ساعة بلا كهرباء في حرّ سبتمبر القاتل… كيف يعيش سكان عدن؟”

السبت 6 سبتمبر 2025 09:21 مـ 14 ربيع أول 1447 هـ
عدن
عدن

تشهد مدينة عدن، خلال الأيام الراهنة، ظروفاً مناخية قاسية تفاقم من معاناة السكان، حيث تسيطر أجواء خانقة على المدينة جراء ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، بالتزامن مع استمرار أزمة الكهرباء التي باتت تُعدّ من أبرز التحديات اليومية التي يواجهها المواطنون.

وأفاد عدد من السكان بأن دخول شهر سبتمبر هذا العام جاء بقوة غير مسبوقة، مع تصاعد موجة الحر الشديد التي ترافقها رطوبة عالية، ما يجعل البيئة الحضرية في عدن غير محتملة خاصة في مناطق الكثافة السكانية. ويشكو الأهالي من عدم قدرتهم على التكيف مع هذه الظروف، لا سيما مع توقف التيار الكهربائي لفترات طويلة تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 12 ساعة يومياً، مما يُفقد أجهزة التبريد والتهوية فاعليتها، ويُعرّض كبار السن والأطفال لخطر الإجهاد الحراري.

ويصف المواطن "أحمد ناصر"، من حي التواهي، الوضع بأنه "كارثي"، قائلاً: "الصيف هذا العام لا يُطاق، والكهرباء تنقطع في أشد الأوقات حرارة، فلا نستطيع تشغيل المكيفات ولا حتى المراوح لفترات كافية، ونحن نعيش في بيوت تتحول إلى أفران". ويضيف: "كل يوم نستيقظ على واقع أسوأ، وننتظر حلولاً تبدو بعيدة المنال".

وأشارت مصادر محلية إلى أن الشبكة الكهربائية في عدن تعاني من تدهور حاد في الأداء، جراء الإهمال الطويل، وضعف الصيانة، وقلة الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد. كما أن الاعتماد الكبير على الكهرباء العشوائية والمولدات الخاصة زاد من الأعباء المالية على الأسر، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار الوقود.

وقد تزايدت المطالبات الشعبية بضرورة تدخل عاجل من قبل السلطات المحلية والجهات المختصة، لإيجاد حلول جذرية لأزمة الكهرباء، سواء من خلال صيانة المحطات القائمة، أو تأمين مصادر بديلة للطاقة، أو تنفيذ مشاريع طاقة نظيفة تتناسب مع الظروف المناخية الصعبة.

وفي الوقت الذي تستمر فيه المعاناة اليومية، يبقى سكان عدن ينتظرون ولو بادرة أمل، تخفف من وطأة هذا "الصيف القاتل"، وتعيد إليهم بعض الراحة في ظل ظروف معيشية متدهورة على جميع الأصعدة.