المشهد اليمني

رجاء الجداوي.. تحذيرات مبكرة من كورونا تنتهي برحيل مفاجئ في ذكرى ميلادها

السبت 6 سبتمبر 2025 11:25 مـ 14 ربيع أول 1447 هـ
رجاء الجداوي
رجاء الجداوي

تُحيي الأوساط الفنية اليوم، 6 سبتمبر، ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي المولودة عام 1934، التي تركت إرثًا فنيًا وإنسانيًا فريدًا، وعلى الرغم من مسيرتها المليئة بالأناقة والتألق، فإن رحيلها عام 2020 ارتبط بمفارقة لافتة، إذ كانت من أوائل المحذرين من مخاطر وباء كورونا، لكنها فارقت الحياة بسبب الفيروس نفسه.

إصابة غير متوقعة

رحلت رجاء الجداوي عن عمر ناهز 85 عامًا بعد إصابتها بفيروس كورونا المستجد أثناء مشاركتها في تصوير مشاهدها بمسلسل "لعبة النسيان" ورغم التزامها بمعايير الوقاية واستخدامها المستمر للكمامات والمعقمات، إلا أن ظروف عملها الفني دفعتها للخروج من المنزل في وقت كانت فيه ذروة انتشار الجائحة، ما أدى إلى تدهور حالتها الصحية بسبب ضعف مناعتها.

تحذيرات قبل الرحيل

قبل أسابيع من إصابتها، خرجت رجاء الجداوي في أكثر من لقاء تلفزيوني لتؤكد التزامها بالعزل المنزلي قدر المستطاع، محذرة من خطورة الاستهانة بالفيروس وناشدت المواطنين بضرورة البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى. وكانت تحمل معها أدوات التعقيم دائمًا، فيما أوضحت أنها تستعين بالأدعية التي ترسلها لها ابنتها دعماً معنوياً لمواجهة الخوف من الوباء.

مسيرة فنية حافلة

بدأت رجاء الجداوي مشوارها الفني عام 1958 من خلال فيلم "غريبة" للمخرج أحمد بدرخان، قبل أن تنطلق بقوة في السينما والمسرح والتلفزيون، وخلال أكثر من ستة عقود، قدمت ما يزيد على 300 عمل، لتصبح واحدة من أبرز الفنانات في تاريخ الفن المصري والعربي.

أعمال مع كبار النجوم

ارتبط اسم رجاء الجداوي بعدد من الأعمال الجماهيرية إلى جانب الزعيم عادل إمام، مثل "عصابة حمادة وتوتو"، "حنفي الأبهة"، "أمير الظلام"، "بوبوس"، بالإضافة إلى مسلسلات شهيرة منها "أحلام الفتى الطائر" و"عوالم خفية" كما تألقت على خشبة المسرح في "الواد سيد الشغال" و"الزعيم"، مثبتة قدرتها على التنوع بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية.

حضور إعلامي وإنساني

لم تقتصر مكانة رجاء الجداوي على الفن فقط، بل امتدت لتصبح صوتًا للحكمة والنصح في المجتمع. فقد شاركت الإعلامي عمرو أديب في إحدى برامجه عبر فقرة ثابتة بعنوان "اسألوا رجاء"، حيث ناقشت القضايا الزوجية والاجتماعية بأسلوب عاقل وهادئ، هذا الحضور عزز صورتها كرمز يجمع بين الفن والثقافة والوعي.

إرث لا يُنسى

رحيل رجاء الجداوي لم يكن مجرد فقدان لفنانة قديرة، بل لخزينة من الخبرات والقيم الإنسانية، ورغم أن جائحة كورونا خطفتها في لحظة مأساوية، إلا أن سيرتها ستبقى خالدة بما قدمته من أعمال وإسهامات، لتبقى حاضرة في وجدان محبيها داخل مصر وخارجها.