المشهد اليمني

عشرة أيام على الضربة الإسرائيلية الغامضة في صنعاء:ما الذي جرى في تلك الهجمات ومانتائجها ؟

الإثنين 8 سبتمبر 2025 06:30 صـ 16 ربيع أول 1447 هـ
أحمد الشلفي
أحمد الشلفي

أكثر من عشرة أيام أيام مرّت منذ الضربة الإسرائيلية الغامضة والقوية التي استهدفت أحياء في العاصمة اليمنية صنعاء، وتحديدًا منطقة حدة جنوب العاصمة. ومنذ ذلك اليوم، ما زالت المنطقة المستهدفة مغلقة، وما زال الغموض يلف ماحدث .
المعلومات تشير إلى أن الضربة، أو إحداها على الأقل، أصابت فلل متقاربة في شارع حدة: أحدها كان يضم اجتماعًا لمسؤولين حكوميين ووزراء وبعض الأمنيين.
عدد الجرحى الذين تم إجلاؤهم لاحقًا عبر طائرات من مطار صنعاء يوحي بأن الحصيلة كانت بالعشرات، وأن من بين الضحايا أسماء عسكرية وقيادات مؤثرة داخل جماعة الحوثي.
الأمم المتحدة سارعت إلى نفي أن تكون طائراتها قد شاركت في عملية الإجلاء، لكن مصادر متطابقة.
الأرجح والمؤكد أن طائرات هبطت في مطار صنعاء خلال الأيام الماضية ونفذت إخلاء طبيا لبعض جرحى الحادث ولا يعرف وجهة الإخلاء ، الأمر الذي يزيد من غموض العملية.

الجماعة اعترفت رسميًا بمقتل رئيس الوزراء، إلى جانب اثني عشر وزيرًا من حكومة “الإنقاذ الوطني” غير المعترف بها دوليًا. لكنها لم تفصح عن أسماء عسكرية أو أمنية بارزة ضمن القتلى، ولم تكشف عن العدد الحقيقي للجرحى ولاعدد الجرحى من المدنيين العاديين .
وبالنظر إلى أن المناطق المستهدفة – سواء حدة أو فج عطان أو محيط دار الرئاسة – هي أحياء سكنية مكتظة، فمن المؤكد أن هناك مدنيين قُتلوا أيضًا في الضربة إلى جانب المسؤولين الحوثيين.

المصادر تشير إلى وجود حالة ارتباك كبيرة داخل الجماعة، خصوصًا مع تزايد شكوك الحوثيين في أن هناك “عملاء على الأرض” ساهموافي تزويد إسرائيل بالمعلومات الدقيقة التي مكّنتها من تنفيذ الضربة.
هذا الاحتمال، إذا تأكد، يعني أن الحوثيين يواجهون اختراقًا أمنيًا غير مسبوق في قلب صنعاء وهو مادفعها لإطلاق حملة اعتقالات وتفتيش طالت حتى بعض المنظمات الدولية بصنعاء خاصة تلك التي كانت قريبة من الموقع .

اللافت أن طريقة تنفيذ العملية تحمل تشابهًا كبيرًا مع أسلوب الضربات الإسرائيلية ضد قادة حزب الله في لبنان، أو ضد قيادات إيران .
أحد أقارب مسؤول قُتل في ضربة الخميس قال إنه “مات مختنقًا”، دون أية إصابة وهو ما يرجح أن الاجتماعات كانت تُعقد في طوابق أرضية، أو أن الضربة كانت شديدة القوة بحيث دمّرت المنزل المستهدف والمنازل المجاورة.

مصادر داخل الجماعة قدّرت أن عدد القتلى أكبر بكثير مما أُعلن رسميًا، وأن الحوثيين قرروا تشييع القتلى بشكل متدرج حتى لا يظهر حجم الخسائر الكبير أمام جمهورهم الداخلي.
في المقابل، التزمت إسرائيل الصمت ولم تفصح عن تفاصيل دقيقة للعملية، وهو ما يثير الشكوك حول إمكانية أن تكون بصدد التخطيط لهجمات أخرى مشابهة.

بعد مرور أكثر من أسبوع لم يظهر أيا من جلال الرويشان نائب رئيس الوزراءللشؤون الأمنية ولا وزير الدفاع محمدناصر العاطفي ولا محمد الغماري رئيس هيئة الإركان في ظل شائعات لم يتم التوثق منها عن إصابة بعضهم .
ويبدو أن الضربة الإسرائيلية كانت أكبر وأخطر مما توقّعه الكثيرون، وأن الأيام القادمة قد تكشف تدريجيًا حجم ما جرى، سواء في عدد الضحايا أو في طبيعة الاختراق الذي مكن إسرائيل من تنفيذ عملية بهذا الحجم في قلب العاصمة اليمنية