المشهد اليمني

2000 وجبة يومياً لأطفال المدارس! تجربة ثورية في حضرموت قد تُغيّر واقع التعليم في اليمن

الإثنين 8 سبتمبر 2025 07:15 مـ 16 ربيع أول 1447 هـ
افتتاح مطبخ مدرسي
افتتاح مطبخ مدرسي

برعاية كريمة من معالي وزير التربية والتعليم، الأستاذ طارق سالم العكبري، ومعالي محافظ حضرموت، الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، تم اليوم افتتاح المطبخ الصحي المدرسي في مديرية المكلا، في خطوة تُعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، وتُمثل نقلة نوعية في مجال الرعاية التربوية والصحية للطلاب.

وشهد حفل الافتتاح كل من الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت، الأستاذ صالح عبود العمقي، ورئيس المكتب الفني بوزارة التربية والتعليم، الدكتور محمد عمر باسليم، إلى جانب عدد من القيادات التربوية والتنفيذية، وممثلي المنظمات الداعمة، حيث رُحب بالمبادرة التي تجسد التكامل بين الجهات الحكومية والمجتمعية في خدمة التعليم والصحة المدرسية.

يأتي هذا المشروع الحيوي في إطار مبادرة وطنية طموحة تهدف إلى تعزيز الصحة العامة للطلاب من خلال توفير وجبات غذائية متكاملة، متوازنة، وصحية تُعدّ بشكل علمي وفق معايير التغذية السليمة، وذلك لدعم النمو الجسدي والعقلي للتلاميذ، وتحسين بيئة التعلم داخل المدارس.

وسيتولى المطبخ المدرسي الجديد، المجهز بأحدث المعدات الصحية والتقنيات الحديثة في مجال تحضير وحفظ الطعام، تقديم 2000 وجبة غذائية يومياً لمدارس مديرية المكلا، تُوزع على التلاميذ بشكل منتظم، مع التركيز على الفئات الأكثر احتياجاً، ضمن خطة توزيع عادلة وشاملة تضمن وصول الدعم الغذائي إلى جميع المستحقين.

وأكد المسؤولون خلال الحفل أن المشروع لا يقتصر على الجانب الغذائي فحسب، بل يسهم بشكل مباشر في رفع مستوى التركيز والتحصيل الدراسي، وتعزيز مناعة الطلاب ضد الأمراض، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية والصحية التي تمر بها المنطقة، مشيرين إلى أن التغذية السليمة تعد حجر الأساس في بناء جيل واعٍ، صحي، وقادر على تحمل مسؤولياته المستقبلية.

وأشار الدكتور محمد عمر باسليم، رئيس المكتب الفني بوزارة التربية والتعليم، إلى أن هذا المشروع يُعد نموذجاً يُحتذى به يمكن تعميمه على باقي المحافظات، مثمناً الدعم الكبير الذي توليه القيادة السياسية والتربوية لقطاع التعليم، وسعيها الدائم لتحسين بيئة المدرسة وتجويد الخدمات المقدمة للطلاب.

من جانبه، أكد الأستاذ مبخوت بن ماضي، محافظ حضرموت، أن افتتاح المطبخ الصحي المدرسي يأتي ضمن أولويات السلطة المحلية في دعم التعليم وتعزيز البُعد الإنساني في الخدمات العامة، معتبراً أن "استثمارنا في صحة وتعليم الطالب هو استثمار في مستقبل المحافظة والوطن".

ويُنفذ المشروع ويُدار بالتعاون الوثيق مع جمعية التكافل الإنساني، إحدى المؤسسات المجتمعية الرائدة في مجال العمل الخيري والتربوي، التي أكدت على أهمية مثل هذه المبادرات في بناء جيل صحي، نشيط، ومُنتج، قادراً على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.

وأشار ممثل الجمعية إلى أن "المطبخ الصحي المدرسي ليس مجرد مشروع تغذية، بل هو برنامج تنموي شامل يجمع بين الصحة، التعليم، والعدالة الاجتماعية"، داعياً إلى دعم أوسع من قبل الجهات المحلية والدولية لضمان استدامة المشروع وتوسيع نطاقه.

وقد لاقى افتتاح المطبخ ترحيباً واسعاً من قبل أولياء الأمور، والمعلمين، والمجتمع المحلي، الذين اعتبروا هذه الخطوة خطوة جوهرية نحو تحسين بيئة التعليم، وحماية حق التلميذ في التغذية السليمة كجزء من حقه في التعليم الجيد.

في الختام، أعربت وزارة التربية والتعليم عن تطلعها إلى أن تصبح تجربة المكلا نموذجاً مرجعياً لتطبيق مشاريع مماثلة في مدن ومحافظات يمنية أخرى، في إطار رؤية شاملة لتحسين جودة التعليم وتعزيز رفاهية الطالب اليمني.