من الاعتقال إلى الصمت: لماذا يُصرّ الحوثي على تصفية قادة المؤتمر واحداً تلو الآخر؟

في تصعيد غير مسبوق يعكس تصدعاً داخلياً عميقاً في صفوف حزب المؤتمر الشعبي العام، شنّ المحامي والقيادي البارز أحمد المسوري، أحد المقربين من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، هجوماً لاذعاً على القيادات المؤتمرية المتحالفة مع مليشيا الحوثي، متهماً إياهم بالخيانة الصامتة وتقديم التنازلات على حساب كرامة الحزب وأبنائه.
وجاءت التصريحات المثيرة على منصة إكس (تويتر)، لتُعيد فتح ملف الاعتقالات التعسفية التي تمارسها المليشيا بحق قيادات المؤتمر، في وقت تُحاول فيه بعض الأطراف الترويج لـ"مصالحة وهمية" مع الجماعة الانقلابية، وفق ما كشفه المسوري.
تفاصيل الصدمة: اعتقال غازي الأحول وتصفية المؤتمر من الداخل
في تغريدة نارية، قال أحمد المسوري:
"بقاء الأستاذ غازي الأحول في معتقلات الحوثي حتى اليوم... وصمة عار على كل مؤتمري متحالف مع الحوثي."
وأضاف المسوري، الذي يُعدّ من أبرز الأصوات القانونية والسياسية المرتبطة بالرئيس صالح:
"على أحرار المؤتمر أن يتحركوا في الداخل والخارج، ويُتخذوا كافة الإجراءات اللازمة للإفراج عنه. لا يمكن أن نصمت بينما يُختطف قادة الحزب الواحد تلو الآخر."
وأشار إلى أن غازي الأحول، الأمين العام لـمؤتمر صنعاء (الجناح التابع للحوثي من المؤتمر)، كان من بين أوائل القيادات التي حاولت التهدئة وتجنب المواجهة، حتى إن الحزب ألغى احتفاله الرسمي بذكرى تأسيس المؤتمر (24 أغسطس) عبر وسائل الإعلام، تجنباً لأي استفزاز للحوثيين.
لكن "الهدنة الأحادية" لم تُجنِ ثمارها. بل على العكس، كشفت مصادر مطلعة أن مليشيا الحوثي اختطفت الأحول وعددًا من مرافقيه، بما فيهم مدير مكتبه عادل ربيد، في نهاية الشهر الماضي، في عملية أمنية سرية نُفذت دون أي مبرر قانوني أو إعلامي.
خلفية خطيرة: مؤتمر صنعاء تحت السيطرة الكاملة للحوثي
يُعتبر غازي الأحول من القيادات المؤتمرية التي بقيت في صنعاء بعد اغتيال علي عبدالله صالح عام 2017، وعمل على تجميع ما تبقى من الحزب تحت مظلة "مؤتمر صنعاء"، في محاولة للحفاظ على الهوية التنظيمية. لكن مع الوقت، تحول هذا الجناح إلى أداة تنفيذية بيد الحوثي، وفق تقارير حقوقية.
وأكد نشطاء سياسيون أن أكثر من 17 قيادياً مؤتمرياً تعرضوا للاختطاف أو المراقبة أو الإبعاد القسري منذ بداية 2023، في إطار ما وصفوه بـ"عملية تصفية تدريجية للحزب"، تمهيداً لإلغائه ككيان سياسي مستقل.
"الحوثي لا يريد السلام، ولا يقبل الشراكة"
— أحمد المسوري
هذه العبارة، التي اختتم بها المسوري تغريدته، باتت تُعدّ اليوم شعاراً جديداً للتيار الرافض لأي تسوية مع الجماعة المسلحة، خصوصاً بعد تكرار خرق الهدن واعتقالات الناشطين.