عملية نوعية في الدوحة .. إسرائيل تعلن مقتل خليل الحية القيادي البارز في حماس

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية قبل قليل مقتل القيادي البارز في حركة حماس خليل الحية، وذلك في عملية وُصفت بأنها اغتيال نوعي نُفّذ داخل العاصمة القطرية الدوحة، وأكدت تقارير إسرائيلية أن العملية جاءت ضمن ما اعتبرته "ردًا انتقاميًا" على نشاطات قيادات الحركة.
تفاصيل العملية في قلب الدوحة
ذكرت القناة 12 العبرية أن الانفجار وقع في أحد المقرات التابعة لحركة حماس في حي كتارا بالعاصمة القطرية، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من موقع الحادث، وبحسب شهود عيان، فإن الانفجار كان قويًا ووقع بشكل مفاجئ، وسط حالة من الاستنفار الأمني في المنطقة. ورغم حجم الانفجار، لم تُسجّل أي إصابات أو ضحايا من الجانب القطري حتى الآن.
إسرائيل: "عمل انتقامي منسّق"
المسؤولون الإسرائيليون وصفوا العملية بأنها جزء من استراتيجية الردع ضد قادة حماس في الخارج. وقال أحد المسؤولين – وفق ما نقلته هيئة البث – إن الهدف كان واضحًا: "توجيه ضربة مباشرة للقيادة السياسية والعسكرية للحركة"، كما كشفت المصادر أن وفدًا إسرائيليًا يتواجد حاليًا في قطر لمناقشة تفاصيل الاتفاقات الأمنية، مما يزيد من حساسية التوقيت والرسائل السياسية الموجهة من وراء العملية.
من هو خليل الحية؟
يُعد خليل الحية واحدًا من أبرز القيادات في المكتب السياسي لحركة حماس، ويمتلك تاريخًا طويلًا في العمل التنظيمي والسياسي داخل الحركة، وارتبط اسمه بالعديد من الملفات المعقدة، خصوصًا ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل، إضافة إلى كونه أحد الأصوات البارزة التي مثلت حماس في المحافل الإقليمية والدولية، ويُعتبر استهدافه تطورًا كبيرًا، نظرًا لثقل مكانته داخل الحركة وتأثيره على مسار قراراتها.
تداعيات محتملة على الساحة الإقليمية
إعلان مقتل الحية على الأراضي القطرية يفتح الباب أمام أسئلة عديدة حول مستقبل العلاقة بين الدوحة وتل أبيب، وكذلك تأثير ذلك على ملف التهدئة في غزة، والمراقبون يرون أن تنفيذ عملية من هذا النوع في دولة ذات ثقل إقليمي كقطر قد يخلق أزمة دبلوماسية واسعة، خاصة أن الدوحة كانت في السابق وسيطًا رئيسيًا في مفاوضات وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار.
غموض يلف تفاصيل الانفجار
حتى لحظة إعداد التقرير، لم تصدر حركة حماس أي بيان رسمي حول الحادثة، ولم يتضح بعد ما إذا كان الانفجار قد أسفر عن سقوط شخصيات أخرى من الصف الأول داخل الحركة، لكن المصادر الإسرائيلية شددت على أن العملية استهدفت "شخصيات بارزة" من قيادة حماس، الأمر الذي يثير التكهنات حول حجم الخسائر التي تكبّدتها الحركة.
ما بعد الحية.. رسائل ورسائل مضادة
يرى محللون أن اغتيال خليل الحية قد يمثل مرحلة جديدة من التصعيد في المواجهة بين إسرائيل وحماس، حيث يُتوقع أن ترد الحركة سواء على الصعيد الميداني أو السياسي، وفي المقابل، تسعى إسرائيل – بحسب تصريحات مسؤوليها – إلى "تضييق الخناق على قادة حماس أينما كانوا"، في إشارة واضحة إلى أن ساحة المواجهة لم تعد محصورة في غزة أو لبنان فقط، بل قد تمتد إلى دول أخرى.
المشهد الأخير
عملية اغتيال خليل الحية في الدوحة ليست مجرد حدث أمني عابر، بل قد تكون نقطة تحول خطيرة في مسار الصراع بين إسرائيل وحماس، فبينما تصف إسرائيل العملية بأنها "خطوة انتقامية ضرورية"، ينظر إليها المراقبون باعتبارها اختبارًا جديدًا للدور القطري في الوساطة الإقليمية، ورسالة مباشرة لحماس بأن قادتها ليسوا في مأمن حتى خارج حدود فلسطين.