المشهد اليمني

إعلام قطري يوجه صدمه لـ إسرائيل بعد محاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 04:45 مـ 17 ربيع أول 1447 هـ
قطر
قطر

كشفت وسائل إعلام قطرية، قبل قليل، عن نجاة وفد قيادي من حركة حماس من محاولة اغتيال استهدفت مقرًا كانوا يجتمعون فيه في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بعد غارة جوية إسرائيلية وُصفت بأنها الأكثر خطورة خارج نطاق المواجهة المباشرة في غزة.

تفاصيل المحاولة

وبحسب ما أوردته وسائل الإعلام القطرية، فإن مجموعة من أبرز قيادات الحركة، بينهم محمد درويش، موسى أبو مرزوق، وحسام بدران، كانوا متواجدين في الاجتماع المستهدف، كما أشارت مصادر مطلعة إلى أن الاجتماع ضم خمسة قياديين بارزين من الحركة، من بينهم خليل الحية، زاهر جبارين، وخالد مشعل، إلا أن جميعهم نجوا من الضربة دون إصابات مباشرة.

وأكدت تقارير أولية أن الغارة استهدفت مبنى سكنيًا في منطقة كتارا بالعاصمة القطرية، ما أدى إلى انفجار ضخم وتصاعد أعمدة الدخان، فيما سارعت الأجهزة الأمنية والدفاع المدني إلى تطويق الموقع والبدء في عمليات تأمين المناطق المجاورة.

الموقف القطري

في أول رد رسمي، أدانت وزارة الخارجية القطرية الهجوم بأشد العبارات، واعتبرته "اعتداءً إجراميًا" يشكل انتهاكًا صارخًا لكافة القوانين والأعراف الدولية، إضافة إلى أنه يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن وسلامة المواطنين والمقيمين في قطر.

وأضاف البيان أن الجهات المختصة في الدولة باشرت فورًا التعامل مع الحادث، واتخذت جميع الإجراءات اللازمة لاحتواء تبعاته وضمان سلامة القاطنين في المنطقة، وأكدت قطر أنها لن تتهاون مع أي محاولة تمس سيادتها أو تعرّض أمنها الداخلي للخطر، مشيرة إلى أن التحقيقات ما تزال جارية للكشف عن تفاصيل إضافية حول العملية.

قراءة في خلفيات الحدث

يأتي هذا التطور بينما تواصل إسرائيل حملتها العسكرية ضد قيادات حماس داخل وخارج الأراضي الفلسطينية، فقد أعلنت تل أبيب في وقت سابق أن قيادات حماس الخارجية تتحمل مسؤولية مباشرة عن هجوم 7 أكتوبر وما تبعه من عمليات عسكرية.

ويرى مراقبون أن استهداف قيادات الحركة في الدوحة يمثل تصعيدًا غير مسبوق، إذ يتجاوز حدود الصراع في غزة ويفتح الباب أمام تداعيات إقليمية قد تمس دور قطر كوسيط رئيسي في مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى بين الطرفين.

مخاطر إقليمية ودولية

الهجوم الإسرائيلي على الدوحة لم يلقَ صداه بعد في الأوساط الدولية، إلا أن محللين يتوقعون أن يشعل موجة من الإدانات العربية والدولية في الساعات المقبلة، نظرًا لما يمثله من مساس مباشر بسيادة دولة مستقلة.

كما حذر خبراء من أن هذه العملية قد تدفع باتجاه إعادة رسم خريطة الصراع، حيث لم يعد مقتصرًا على الأراضي الفلسطينية، بل امتد ليشمل عواصم إقليمية، وهو ما يهدد بتوسيع رقعة المواجهة وخلط الأوراق الدبلوماسية.

قطر تؤكد التمسك بالسيادة

وأكدت الخارجية القطرية في ختام بيانها أن الدولة "لن تقف مكتوفة الأيدي" أمام أي عمل يهدد سيادتها، مشيرة إلى أن جميع الخيارات مفتوحة لحماية أمنها الداخلي والإقليمي، كما أعادت التأكيد على التزامها بدورها في دعم الاستقرار الإقليمي والعمل على إيجاد حلول سلمية للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، معتبرة أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة لن تثنيها عن هذا الدور.

المشهد الأخير

بينما تصف إسرائيل عملياتها بأنها "دفاع عن النفس"، ترى قطر أن ما جرى على أراضيها هو عمل عدواني خطير يضع المجتمع الدولي أمام اختبار جديد، إما التحرك السريع لوقف التصعيد، أو مواجهة مرحلة أكثر تعقيدًا قد تمتد تداعياتها إلى مجمل المنطقة.