المشهد اليمني

”أطلق رصاصة في الهواء.. فقتلوه من الخلف!” – تفاصيل صادمة لجريمة قتل في عدن تُربك الأمن

الأربعاء 10 سبتمبر 2025 12:21 صـ 18 ربيع أول 1447 هـ
الشاب الهولندي
الشاب الهولندي

في واقعة تُعيد فتح جراح العنف المسلح في العاصمة عدن، تحوّل شجار فردي إلى مأساة دموية راح ضحيتها الشاب عمر الهولندي، بعد أن أُطلق عليه النار من مسافة قريبة جدًا أثناء هروبه على دراجة نارية. ما بدأ كمحاولة للرد على اعتداء وقع على خاله، انتهى بجريمة قتل متعمدة، حسب رواية الأسرة، تُثير تساؤلات خطيرة حول وجود مليشيات مسلحة خارج إطار الدولة، ومحاولات متعمدة للتغطية على الجريمة.

في نداء مؤثر، طالبت عائلة عمر الهولندي، البالغ من العمر نحو 25 عامًا، الجهات الأمنية برئاسة مدير أمن عدن ووزير الداخلية، بالتدخل الفوري لضبط القتلة وتقديمهم للعدالة، محذرة من أن "السكوت على هذه الجريمة سيفتح الباب أمام المزيد من الفوضى".

تفاصيل الجريمة: من ضرب عين إلى إطلاق نار قاتل

تبدأ القصة في منطقة الشيخ عثمان جنوب العاصمة عدن، حيث تعرض خال عمر، خالد الهولندي، للضرب المبرح على يد شخص يُدعى عبدالملك، وفقًا لرواية الأسرة. وقد أصيب خالد في عينه، ما دفعه إلى طلب مساعدة ابن أخيه عمر للانتقام، نظرًا لفارق العمر والقوة.

عندما توجه عمر إلى منزل عبدالملك، تطورت المشادة الكلامية إلى شجار جسدي، حيث تعرض الشاب للضرب بأعقاب الأسلحة النارية على رقبته ووجهه. وبحسب شهادات الأسرة، تدخل أحد المهاجمين، علي سامي السناني – الذي يُعرف بـ"مسبقه في قضية قتل عام 2019" – ووجّه تهديدًا مباشرًا لعمر، قائلاً: "أنا قتلتك، وسأقتلك الآن أمام الناس!"، وذلك أمام عدد من الشهود.

"كانت نيته القتل واضحة، لم يكن مجرد شجار عادي، بل كان عقابًا مسبق التخطيط" — مصدر من عائلة الهولندي لكريتر سكاي.

اللحظات الأخيرة: رصاص في الهواء.. ثم رصاص في الظهر

بعد تعرضه للضرب والتهديد، عاد عمر إلى منزله وهو في حالة نفسية متأرجحة بين الغضب والخوف. ووفقًا لأسرته، أخذ سلاحًا آليًا كان مودعًا لديه (وهو سلاح غير مرخص، لكنه مُسجّل ضمن واقع انتشار السلاح في المدينة)، وتوجه إلى موقع تجمع المهاجمين.

وأكدت الأسرة أن 12 شخصًا كانوا في انتظاره، مسلحين ومستعدين للمواجهة. في هذه اللحظة، أطلق عمر رصاصات في الهواء، حسب روايتهم، بهدف "رد الاعتبار" وتخويف المهاجمين، ثم فرّ على دراجة نارية مع صديقه.

لكن، وقبل أن يبتعد كثيرًا، أُطلق عليه النار من الخلف. أصابته رصاصة في الظهر من مسافة لا تتجاوز المتر الواحد، مما يشير، حسب تحليلات طبية أولية، إلى نية قتل متعمدة، وليس مجرد إطلاق نار دفاعي.

تُوفي عمر لاحقًا متأثرًا بإصابته، تاركًا وراءه عائلة تصرخ طلبًا للعدالة.

اعتداء على المنزل ومحاولات تزوير الأدلة

بعد ساعات من مقتل عمر، اقتحمت نفس المجموعة المسلحة منزل عائلته، وفقًا لما أفادت به الأسرة، وقامت بتكسير الباب، تحطيم الأثاث، ومحاولة سرقة السلاح. هذه الواقعة، بحسب العائلة، تؤكد أن الجناة ليسوا مجرد أفراد متورطين في شجار، بل مجموعة منظمة تتمتع بحماية أو تغطية.

وأشارت الأسرة إلى أن علي سامي السناني، المتهم الرئيسي، لا يزال هاربًا، رغم معرفة هويته ومكان إقامته السابق. كما كشفت أن الجناة لا ينتمون للجهاز الأمني الرسمي، بل يشكلون نوعًا من "المليشيا الخاصة" تتصرف خارج القانون، وتُستخدم أحيانًا في تصفية الحسابات.

نداء عاجل: "أين كاميرات المراقبة؟ أين العدالة؟"

تطالب عائلة الهولندي الجهات الأمنية بالتحرك العاجل لـ:

  • القبض على جميع المتورطين، خصوصًا علي سامي السناني.
  • استخراج مقاطع الفيديو من كاميرات المراقبة التابعة للفنادق والمحال التجارية المحيطة بمنطقة الحادث.
  • محاسبة أي جهة حذفت أو عرقلت نشر الأدلة، سواء من أصحاب المنشآت أو موظفين أمنيين.

"إذا تم حذف الفيديوهات، فهذا يعني أن هناك من يريد إخفاء الحقيقة. ونحن نسأل: من المستفيد؟" — أحد أفراد العائلة.

وأكدت الأسرة أن عمر لم يكن معتادًا على العنف، ولم يكن ينوي القتل، بل دافع عن نفسه بعد تعرضه لاعتداء جسدي وتهديد مباشر بالقتل.