سر تناول البلح والجوافة في عيد النيروز 2025 عند الأقباط

يستعد الأقباط في مصر غدًا الخميس، الحادي عشر من سبتمبر، للاحتفال بـ عيد النيروز الذي يمثل رأس السنة القبطية الجديدة، وبداية شهر «توت» أول شهور التقويم القبطي المعروف تاريخيًا باسم "تقويم الشهداء"، ويعد هذا العيد مناسبة دينية وروحية عريقة تحمل الكثير من الرموز والدلالات التي توارثتها الأجيال عبر القرون.
رمزية البلح في عيد النيروز
يُعد البلح أحد أبرز الأطعمة المرتبطة بعيد النيروز، إذ يحمل معاني عميقة في التراث القبطي. فاللون الأحمر للبلح يرمز إلى دماء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم إيمانًا بالمسيح، فيما تعكس نواته الصلبة ثباتهم وقوة تمسكهم بعقيدتهم حتى آخر لحظة، كما يُشبَّه النخل في الثقافة القبطية بالقدرة على رد الإساءة بالخير، مثلما يقابل النخل الحجارة بإثمار التمر.
دلالة الجوافة في العيد
إلى جانب البلح، تحضر الجوافة بقوة على موائد الأقباط خلال عيد النيروز، ويُنظر إلى لونها الأبيض باعتباره تجسيدًا لنقاء قلوب الشهداء وصفاء نواياهم، بينما ترمز بذورها الكثيرة إلى أعداد الشهداء الكبيرة الذين ثبتوا على إيمانهم رغم الألم والمعاناة، ولهذا السبب، يُعتبر تناول الجوافة جزءًا من الطقوس التي تعكس الفرح والانتصار على الموت.
معنى النيروز في التراث القبطي
يحمل اسم "النيروز" ذاته دلالة خاصة، فهو مشتق من الكلمة القبطية "ني يارؤو" وتعني الأنهار، في إشارة إلى فيضان النيل الذي كان يتزامن مع هذا الوقت من العام، ويُربط هذا الفيضان برمز الإيمان المتجدد والحياة الجديدة التي يبعثها العيد في نفوس المؤمنين. ومن ثم، فإن العيد ليس مجرد ذكرى للشهداء بل احتفال بالخلود والانتصار الروحي.
العيد بين الماضي والحاضر
يعتبر عيد النيروز من الأعياد القبطية التي تجمع بين البعد التاريخي والرمزي، حيث يُطلق عليه أيضًا "عيد الشهداء"، ومع مرور الزمن، أصبح هذا العيد مناسبة لا تقتصر على الكنائس فقط، بل تمتد إلى البيوت المسيحية التي تحرص على إحياء الطقوس المتوارثة مثل توزيع البلح والجوافة على الأهل والجيران.
دلالات روحية متجددة
يُنظر إلى عيد النيروز على أنه عيد فرح وانتصار، وليس يومًا للحزن، فهو يكرّس ذكرى الشهداء الذين منحوا إيمانهم معنى جديدًا للحياة، ويعيد التأكيد على القيم الروحية مثل النقاء، الإخلاص، والثبات، ولهذا يظل العيد حاضرًا بقوة في وجدان الأقباط، ويُحتفى به عامًا بعد عام بروح الإيمان والبهجة.