الحوثيين يستفزون قطر بعد الهجوم الإسرائيلي بتعليق وقح وصادم

جميع دول العالم وبدون استثناء أدانت بشدة، الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقر قيادة حركة حماس في الدوحة، ورفضت رفضا قاطعا المبررات التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي الذي نشر عقب الهجوم البربري الغادر، بيان للمتحدث باسمه "أفيخاي أدرعي" قال فيه أن سلاح الجو نفذ "غارة دقيقة" بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك) ضد ما وصفه بـ"قيادة حركة حماس في الدوحة"، متهماً القيادات المستهدفة بالمسؤولية عن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول وإدارة العمليات العسكرية ضد إسرائيل.
الادانات العربية والدولية لم تكتفي بمهاجمة إسرائيل ووصفها بالدولة المارقة التي تضرب بكل القوانين والأعراف الدولية عرض الحائط دون عقاب أو حساب، بل صاحبت الادانات مطالب بفرض عقوبات رادعة لعصابة مجرم الحرب نتنياهو والقتلة في قيادات الجيش الإسرائيلي، ووضع حد لهذه المهزلة التي ستحول العالم إلى غابة لا تحكمها ولا تضبطها أية قوانين.
جميع قادة وزعماء العالم أبدوا تعاطفهم الكبير مع دولة قطر حكومة وشعبا، مؤكدين دعمهم الكامل لقطر ومساندتهم للحكومة القطرية لكل الخطوات والإجراءات التي سوف تتخذها للرد على الهجوم الإسرائيلي الغادر والذي تسبب في سقوط ضحايا وأثار مخاوف كبيرة ليس فقط داخل قطر، بل وفي المنطقة بأسرها، فمثل هذا العمل الإجرامي لا يمكن القبول به تحت أية ذريعة أو مبررات، فهو عمل إرهابي يستحق العقوبة الرادعة.
بيان الحوثيين بشأن الهجوم الإسرائيلي الغادر على قطر، كان بيان مستفز وسبب صدمة كبيرة للحكومة والشعب القطري، صحيح ان البيان أدان الهجوم البربري، لكنه خلا من أي تعاطف مع الشعب القطري بعد تعرضهم لتلك العملية الإجرامية وغير الأخلاقية والتي يدينها المجتمع الدولي ولا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال.
فقد اصدر رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين في اليمن، مهدي المشاط، بيان أدان فيه الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقر وفد التفاوض الفلسطيني في العاصمة القطرية الدوحة، لكن بيان المشاط لم يتطرق إلى ما سببه ذلك من أذى للقطريين، وسقوط ضحايا مدنيين لا ناقة لهم ولا جمل، وحتى الحكومة القطرية لم تكن تستحق هذا الهجوم الشرس وهذه الضربةالإسرائيليةالسافرة، فكل ما فعلته قطر انها ساهمت بشكل فاعل لوقف الحرب الإجرامية التي يقودها النتن على الشعب الفلسطيني الأعزل، وحتى الإسرائيليين ضاقوا ذرعا بهذه الحرب، فكان جزاء قطر الغدر والخيانة من قبل جيش مجرم لا يمتلك ذرة من الاخلاق والإنسانية.
الحوثيين تجاهلوا في بيانهم ما يعاني منه الحكومة والشعب القطري جراء الهجوم الإسرائيلي الغادر وان هذه المعاناة لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، فالبيان لم يوضح موقف الحوثيين مما تعرضت له قطر، وما هو الدعم الذي سيقدمونه للحكومة والشعب القطري، بل اكتفى بالقول : أن الهجوم على الدوحة لن يزيد المقاومة إلا صلابة وقوة، مشدداً على أن موقف الحوثيين سيكون إلى جانب الفصائل الفلسطينية حتى "وقف العدوان ورفع الحصار".
بيان المشاط فيه الكثير من الوقاحة والخداع والكذب والتضليل، فالحوثيون يريدون ان يحتكروا حق مساندة ودعم المقاومة الفلسطينية لأنفسهم فقط، ونسوا ان مصر وقفت كالجبل الشامخ، وحالت دون تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ورفضت المليارات وأعفائها من كل الديون عليها، وكذلك وقفت السعودية موقف شجاع حين أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بكل
صراحة وشجاعة في وجه ترامب وقال ان المملكة لن تطبع ولن يكون هناك سلام الا بقيام الدولة الفلسطينية، وكذلك الموقف القطري السخي لدعم المقاومة بالمال وبكل الإمكانيات، وكان لقناة الجزيرة القطرية الفضل بتوصيل رسالة المقاومة، وهي التي قلبت الرأي العام العالمي في وجه إسرائيل بعد ان كشفت وجهها الوحشي القبيح، وهذا الأمر أغضب إسرائيل وأثار جنونها فقررت الإنتقام من أمير قطر والشعب القطري.
أما الحديث عن الاجتماع الطاريء لمجلس الأمن الدولي لبحث هذا العمل الإرهابي من قبل إسرائيل، فلن يكون سوى تمثيلية هزيلة لا معنى لها، فهذا المجتمع المنافق عجز أن يوقف مذابح الأطفال، وفشل حتى في توصيل كسرة خبز للأطفال والنساء والشيوخ الواقعين تحت الحصار الوحشي، فهل سيتجراء على إصدار إدانة لهذه الدولة الإرهابية؟ لا لن يجروء على ذلك، وحتى لو تجراء فستمنعه أمريكا اللعينة وتبطل مفعوله، فيصبح حبر على ورق، رغم أن أمريكا تدعي زورا وبهتانا أن قطر دولة صديقة وحليفة.