المشهد اليمني

معرض دبي للطيران يستبعد الشركات الإسرائيلية وسط غضب خليجي من حرب غزة وغارة قطر

الخميس 11 سبتمبر 2025 03:25 مـ 19 ربيع أول 1447 هـ
معرض دبي للطيران 2025
معرض دبي للطيران 2025

قرر منظمو معرض دبي للطيران 2025 استبعاد شركات تصنيع الأسلحة الإسرائيلية من المشاركة في الحدث الدولي البارز، في خطوة لافتة تعكس تصاعد المواقف الخليجية الرافضة للسياسات الإسرائيلية في المنطقة، وذلك على خلفية الهجوم الإسرائيلي على غزة والغارة التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي، ويأتي القرار ليؤكد أن الحرب المستمرة على غزة لم تعد مجرد قضية إنسانية وسياسية فحسب، بل أصبحت أيضًا ذات تأثير مباشر على العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين إسرائيل ودول المنطقة.

خلفيات الاستبعاد: غضب إقليمي من الغارة على قطر

أفاد مسؤول رفيع المستوى – رفض الكشف عن هويته نظرًا لحساسية الموقف – أن منظمي معرض دبي للطيران، المقرر عقده في نوفمبر المقبل، وجهوا رسائل رسمية لعدد من الشركات الإسرائيلية لإبلاغها بعدم السماح لها بالمشاركة هذا العام.

وأشار المسؤول إلى أن الرسائل التي وصلت في التاسع من سبتمبر، وهو نفس اليوم الذي شهد الغارة الجوية الإسرائيلية على الدوحة، جاءت كجزء من موقف خليجي موحّد ضد السياسات الإسرائيلية، وقد أثار الهجوم الذي استهدف قيادات سياسية من حركة حماس في قطر حالة غضب عارمة في الأوساط القطرية والخليجية، لا سيما أن الدوحة لعبت دور الوسيط في محاولات تهدئة الأوضاع في غزة خلال الأشهر الماضية.

ردود الفعل الرسمية والإسرائيلية

حتى اللحظة، لم يصدر تعليق رسمي من المكتب الإعلامي لحكومة دبي بشأن قرار الاستبعاد. من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها تلقت إخطارًا رسميًا من منظمي المعرض، لكنها امتنعت عن تقديم تفاصيل إضافية، أما شركات الدفاع الكبرى مثل شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية وإلبت سيستمز، فقد رفضت الإدلاء بتصريحات مباشرة حول القرار، في حين تجاهلت شركات أخرى الرد على طلبات التعليق.

هذا الصمت الرسمي يعكس حجم الإحراج الذي يواجهه قطاع الصناعات الدفاعية الإسرائيلي في ظل تنامي التحركات الدولية الرامية إلى مقاطعته بسبب استمرار الحرب في غزة.

تحركات أوروبية مشابهة

الخطوة الإماراتية لم تكن الأولى من نوعها، إذ سبقتها إجراءات مماثلة في أوروبا. فقد منعت المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع وفودًا إسرائيلية من حضور أكبر معرض دفاعي على أراضيها، في حين أغلقت السلطات الفرنسية أجنحة لشركات إسرائيلية خلال معرض باريس للطيران في يونيو الماضي، وعللت الخارجية الفرنسية هذا القرار برفضها الترويج لأسلحة قد تُستخدم في قصف غزة.

هذه التطورات تؤكد أن الرفض لم يعد محصورًا في الجانب العربي والإسلامي، بل امتد ليشمل شركاء دوليين كانوا يعدّون من أبرز داعمي إسرائيل في قطاع الصناعات الدفاعية.

الإمارات وإسرائيل: علاقات مضطربة بعد خمس سنوات من التطبيع

يُذكر أن الإمارات كانت قد أقامت علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل عام 2020 بموجب اتفاقيات أبراهام التي رعتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقد شاركت شركات إسرائيلية بالفعل في معارض دفاعية سابقة في أبوظبي ودبي، من بينها معرض الدفاع الدولي في فبراير الماضي ومعرض دبي للطيران 2023.

لكن مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 23 شهرًا، وما خلفته من دمار واسع وسقوط آلاف الضحايا، بدأت العلاقات الإماراتية-الإسرائيلية تشهد توترًا واضحًا، بلغ حد المقاطعة الاقتصادية والدفاعية كما يظهر في هذا القرار.

انعكاسات القرار على صورة إسرائيل الدولية

استبعاد الشركات الإسرائيلية من أحد أكبر معارض الطيران في العالم يمثل ضربة قوية لصورة تل أبيب الدولية، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن السياسات العسكرية الإسرائيلية لم تعد مقبولة حتى من شركاء الأمس، كما يشكل هذا القرار مؤشرًا على أن العزلة السياسية والدبلوماسية قد تمتد لتشمل القطاعين الاقتصادي والدفاعي في الفترة المقبلة، خاصة إذا استمرت الحرب على غزة بالوتيرة نفسها.