”تم القبض عليه خلال 48 ساعة فقط!” — كيف كشفت شرطة القلوعة منفذ تفجير الفجر؟

في عملية أمنية دقيقة وسريعة، تمكّنت شرطة مديرية القلوعة، تحت إشراف مباشر من مدير أمن العاصمة عدن، اللواء الركن مطهر الشعيبي، من إلقاء القبض على المتهم الرئيسي في واقعة التفجير الإرهابي الذي استهدف مبنى شرطة القلوعة فجر الأربعاء الموافق 10 سبتمبر 2025م، أثناء أداء أفراد القسم لصلاة الفجر.
وقد نُفّذ التفجير باستخدام قنبلة هجومية شديدة الانفجار، زُرعت في محيط المبنى، وأسفر عن إصابة اثنين من أفراد الشرطة بإصابات متوسطة، فيما لحقت أضرار جسيمة بالمبنى، شملت انهيار جزئي في الجدران والواجهات، وتدمير كامل لأحد الأطقم الأمنية المُركونة في الساحة، بالإضافة إلى تدمير المقسمات الرئيسية لشبكة الهواتف الأرضية، ما تسبب في انقطاع شبه كامل للاتصالات في المنطقة لساعات، فضلًا عن تضرر خزانات المياه الرئيسية، ما أثّر على إمدادات المياه لعدد من الأحياء المجاورة.
وتشير التقديرات الأولية للخسائر المادية إلى عشرات الملايين من الريالات، في وقت لا تزال فيه فرق الهندسة والصيانة تعمل على تقييم الأضرار وإعادة تأهيل البنية التحتية للمبنى والمرافق المحيطة.
ففي تصريح حصري، كشف مدير شرطة القلوعة، المقدم جلال الصبيحي، أن الأجهزة الأمنية باشرت مهامها فور وقوع الانفجار، حيث تم نشر دوريات أمنية مشددة في محيط الحادث، وتنفيذ عمليات تمشيط دقيقة، وجمع الأدلة الجنائية، ومراجعة سجلات ذوي السوابق، ما أثمر عن تحديد هوية المتهم وضبطه في وقت قياسي لم يتجاوز 48 ساعة من وقوع الجريمة.
وأشار الصبيحي إلى أن المتهم، ويدعى (ر.ن.م.ع)، يحمل سوابق جنائية، وكان قد أُطلق سراحه قبل أيام فقط من تنفيذ التفجير، في إشارة إلى ثغرات محتملة في آليات الإفراج أو المتابعة الأمنية، وهو ما سيتم التحقيق فيه لاحقًا.
وأكد المقدم الصبيحي أن المتهم اعترف بتنفيذ الجريمة طواعية، وتم توثيق اعترافاته رسمياً بحضور رؤساء اللجان المجتمعية والشهود، ضمن إجراءات قانونية تضمن سلامة التحقيق وشفافيته، تمهيدًا لإحالة ملف القضية بالكامل إلى النيابة العامة المختصة فور استكمال كافة الإجراءات القانونية.
رسائل أمنية وتحذيرات مجتمعية:
وشدد مدير شرطة القلوعة على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة لن تُثني رجال الأمن عن أداء واجبهم، بل ستزيدهم إصرارًا على مواجهة كل من يحاول العبث بأمن واستقرار العاصمة عدن، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية ستتعامل بحزم وقوة مع أي عناصر تخريبية تحاول زعزعة الأمن أو استهداف المنشآت العامة والخاصة.
ودعا الصبيحي في الوقت ذاته أولياء الأمور إلى اليقظة ومراقبة أبنائهم، وحمايتهم من محاولات الاستقطاب المشبوهة التي تستغل الشباب في تنفيذ أعمال إجرامية، مشيرًا إلى أن بعض الجماعات تستغل الظروف الاقتصادية والاجتماعية لتجنيد ضحايا جدد، داعيًا المجتمع إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه.
وفي ختام تصريحه، وجّه المقدم الصبيحي شكره وتقديره للواء الركن مطهر الشعيبي على توجيهاته الدقيقة ومتابعته الحثيثة، كما قدّم خالص الشكر والعرفان لكافة الضباط والأفراد الذين أسهموا في سرعة كشف ملابسات الجريمة وضبط المتهم، مشيدًا بروح المسؤولية والاحترافية العالية التي أبدوها في التعامل مع الحادث.
يُعد هذا التفجير أخطر استهداف أمني يشهده مبنى شرطة القلوعة منذ سنوات، ويأتي في سياق تصاعد محاولات استهداف المنشآت الأمنية في العاصمة عدن، ما يضع الأجهزة الأمنية أمام تحديات كبيرة تتطلب تعزيز الإجراءات الوقائية، وتطوير آليات المراقبة والاستخبارات، وتفعيل التعاون المجتمعي لقطع الطريق أمام أي محاولات تخريبية مستقبلية.
ومن المتوقع أن تُصدر النيابة العامة بيانًا رسميًا خلال الساعات القادمة، تعلن فيه تفاصيل لائحة الاتهام، وتكشف عن الدوافع والجهات التي قد تكون وراء التخطيط أو التمويل، في خطوة تُعد حاسمة لضمان تحقيق العدالة وردع أي محاولات مماثلة.