طعنة غادرة قهرت اليمنيين وحرمتهم كأس البطولة الخليجية

لم تكتمل فرحة الجماهير اليمنية الغفيرة التي بح صوتها طوال البطولة الخليجية للشباب التي استضافتها مدينة أبها في المملكة العربية السعودية، وقدم فيها منتخبنا أروع المستويات وتمكن من هزيمة المنتخبات الخليجية بكل جدارة واستحقاق، وكم كانت فرحة الشعب اليمني العظيم، وهو يتابع بشغف الفن والمتعة الكروية لنجوم المنتخب وتمكنه من إزاحة منتخبات سلطنة عمان والكويت وقطر ليصعد إلى النهائي التي كان كل يمني يحلم بالفوز بهذه البطولة، لكن يا فرحة ما تمت، فقد خسر منتخبنا المباراة النهائية وفاز المنتخب السعودي بالبطولة.
نبارك للأشقاء في المملكة فوز منتخبهم، وحصد كأس البطولة، ولا أعتقد إن جماهيرنا الوفية كانت غاضبة من النتيجة، بل غضبها من الإهمال الذي يعاني منه نجوم المنتخب، ثم أنهم يدركون إن فوز السعودية جاء لأن المنتخب اليمني لم يقدم المستوى المطلوب الذي يشفع له الفوز في المباراة النهائية، وعندنا في اليمن مثل يقول " من لطمك أعماك" بمعنى ان الصفعة المفاجأة تفقدك توازنك، وقد حدث هذا عندما تمكن المنتخب السعودي من تسجيل هدفين في الدقائق الأولى للمباراة، كما ان الحظ العاثر وقف عائقا أمام نجوم اليمن الأبطال فقد حالت قائمة المرمى من منع هدفين محققين لمنتخبنا، ولو كانت سجلت تلك الأهداف فلربما كان الوضع سيختلف تماما، ولكن هذا هو حال كرة القدم فوز وخسارة.
من أهم الأسباب التي جعلت كافة المحللين والنقاد الرياضيين السعوديين والخليجيين يبدون اعجابهم بنجوم منتخبنا ويمنحونه كل الصفات الرائعة، ان كل المقومات التي تجعل أي منتخب كروي يخوض أية بطولة غير موجودة ولا متوفرة لمنتخبنا ومع ذلك هزم كل الفرق التي تمتلك من الإمكانيات الهائلة ما تصيب نجوم المنتخب اليمني بالإحباط، ومع ذلك لا يستسلمون ولا يذرفون الدموع بسبب حرمانهم من أبسط الأشياء، فهم يقدمون أروع سيمفونية كروية ويقف ورائهم جمهور عظيم يمنحهم الدعم الذي فقدوه من كل مكان، فكان نجومنا اوفياء لوطنهم وجمهورهم العظيم الذي يترك كل شيء في سبيل مؤازرة المنتخب.
لقد ظهر الشيخ " أحمد العيسى " رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم وتحدث بكل صراخة وتجرد وكان صادقا في كل كلمة قالها عن المنتخب اليمني الذي يفتقد لأبسط الأمور، فلا الحكومة ولا الوزارة ولا رجال الأعمال يقدمون شيء للنجوم الأفذاذ، وإذا قدموا فيكون ذلك في النادر ومرهونا بتحقيق نتائج، أو كما يقول السعوديين "فزعة" ولأن الشيخ أحمد رجل دولة رصين، فلم يشأ ان يكشف الطرف المتسبب في خسارة منتخبا للبطولة الخليجية الأولى للشباب، وكان بالإمكان أفضل مما كان.
سوف اقول ما اعتقده وبكل صراحة من الذي حرم المنتخب اليمني للشباب وحال دون الفرحة الكبرى للجماهير اليمنية العظيمة، فالوزير نايف البكري رجل شجاع ووطني مخلص، ولكن الأمور ليست بيده، ولا نستطيع ان نحمله هو أو الشيخ العيسى وزر الخسارة.
كان المفترض على حكومتنا الموقرة، وعلى رأسهم الرئيس "رشاد العليمي" ورئيس الوزراء "سالم بن بريك" ان يجتمعا بالوزير البكري، والشيخ أحمد العيسي، قبل انطلاق البطولة، ويتعهدا بتوفير كل المتطلبات والدعم الحقيقي ولو في أبسط صوره، وفي حده الأدنى، فالمعروف عن رئيس الوزراء سالم بن بريك النزاهة والوطنية والاخلاص وهو يكره الفاسدين ويحاربهم بكل هوادة، ويسانده الرئيس العليمي وبكل قوة، فهؤلاء الفاسدين وعيال الحرام أكلوا الأخضر واليابس، والعليمي أو بن بريك لا يملكان عصا موسى عليه السلام، ولا طاقة لهما للامساك ومعاقبة الهوامير واللصوص نظرا لكثرتهم.
لقد شعر كل يمني ان منتخبهم لا معين له ولا سند، وهذا أحزنهم وأحرق قلوبهم لأن ما يحدث لا يصدقه العقل ولا يقبله المنطق وهي جريمة كبرى وخيانة عظمى بحق الوطن والمواطنين.
فبينما يحرم النجوم الذين يرفعون رأس الوطن عاليا ويدخلون الفرح والسرور لكل أطياف الشعب اليمني من أبسط حقوقهم، نجد ان
ملايين الدولارات يتم صرفها لمجموعة من الأوغاد والسرابيت الذين لا عمل لهم ولا شغلة غير النوم طوال النهار في الفنادق الفخمة والشقق الفارهة والمكيفة، ثم يستيقطون بعد غروب الشمس ليبدأ السهر في الملاهي والمقاهي والمراقص.
ولو توفرت حتى أبسط الإمكانيات لشاهدنا أسود تزأر في الملاعب وتزيح المنافسين وتحصد البطولة تلو الأخرى، واسأل الله رب العرش العظيم أن يعاقب كل فاسد يحرم النجوم من حقوقهم، ويمنع إدخال الفرح والسرور في قلوب اليمنيين البسطاء ، ويحول دون رفع العلم اليمني خفاقا عاليا في المحافل الكروية الإقليمية والدولية، ولا نامت أعين الفاسدين، فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.