مشهد مهيب فجراً.. القمر يتعامد على الكعبة المشرفة

شهدت سماء مكة المكرمة فجر اليوم ظاهرة فلكية نادرة، حيث تعامد القمر على الكعبة المشرفة في مشهد مهيب أدهش المراقبين وأثار إعجاب رواد الحرم المكي، الذين وثقوا الحدث بعدساتهم وسط أجواء روحانية استثنائية.
وبحسب ما أعلنته الجمعية الفلكية بجدة، فقد وقع التعامد في تمام الساعة 3:33 فجراً بتوقيت مكة، حيث ظهر القمر في موقعه مباشرة فوق الكعبة، في خط عمودي دقيق يمكن رصده بالعين المجردة من داخل الحرم، دون الحاجة إلى أجهزة فلكية متقدمة.
دقة فلكية وتوقيت مثالي
وأوضح رئيس الجمعية، أن هذه الظاهرة تحدث عندما يكون القمر في طور التربيع الأخير، ويتوسط السماء فوق الكعبة تمامًا، ما يُمكّن سكان المناطق البعيدة من تحديد اتجاه القبلة بدقة عالية بمجرد تتبع موقع القمر في السماء.
ويُعد هذا التعامد من الظواهر الفلكية التي تتكرر عدة مرات سنويًا، لكنها تكتسب أهمية خاصة عندما تحدث في أوقات السكون والصفاء، كما هو الحال في ساعات الفجر، حيث يزداد التأمل في عظمة الخلق ودقة النظام الكوني.
أبعاد روحية وعلمية
الحدث لم يكن مجرد ظاهرة فلكية، بل حمل في طياته أبعادًا روحية وعلمية، إذ توافد عدد من المهتمين بالفلك إلى الحرم المكي لرصد التعامد، فيما عبّر المصلّون عن خشوعهم وتأثرهم بالمشهد، الذي تزامن مع أداء صلاة الفجر في أجواء إيمانية مهيبة.
وتُستخدم هذه الظواهر أيضًا في تحديث الحسابات الفلكية الخاصة بتحديد اتجاه القبلة في مختلف أنحاء العالم، ما يعكس التكامل بين العلم والدين في خدمة المسلمين.
في مشهدٍ جمع بين الدقة الفلكية والرهبة الروحية، جسّد تعامد القمر على الكعبة المشرفة فجرًا لحظة من الانسجام الكوني الفريد، حيث تلاقت السماء والأرض في نقطة واحدة، لتُذكّر المؤمنين بعظمة الخالق وجمال النظام الذي يسير به الكون. هذه الظواهر، وإن كانت علمية في جوهرها، تحمل في طياتها رسائل إيمانية عميقة، تُعزز من ارتباط الإنسان بخالقه، وتفتح أبواب التأمل في آيات الله المنظورة. وبين نور القمر وسكينة الفجر، يبقى الحرم المكي شاهدًا على لحظات لا تُنسى، تتجاوز حدود العلم لتلامس وجدان كل من شهدها.
أقراايضا:بنك أبوظبي التجاري مصر يطرح شهادة «برايم» الدولارية بعائد ثابت ومزايا تمويلية مرنة | المشهد اليمني