ريال مدريد يتعافى من طرد مبكر ويحقق فوزاً صعباً على سوسيداد 2-1 ليواصل صدارته للدوري الإسباني

واصل ريال مدريد سلسلة انتصاراته المثيرة في الدوري الإسباني، بعد أن نجح في تحقيق فوز صعب ومثير على ضيفه ريال سوسيداد بنتيجة 2-1، يوم السبت، ضمن الجولة الرابعة من الليغا، في مباراة شهدت تقلبات درامية وحظوظاً متباينة بين الفريقين.
وبهذه النتيجة، رفع الملكي رصيده إلى 12 نقطة من أربع مباريات، ليحتفظ بصدارة ترتيب الدوري الإسباني، بينما تجمد رصيد سوسيداد عند 4 نقاط، ليظل عالقاً في المركز الـ16، بعيداً عن منطقة الأمان.
انطلاقة مبكرة وتسجيل مفاجئ… لكن ليس من مبابي!
والهدف الأول في المباراة لم يُسجل من قبل أي لاعب من سوسيداد، بل كان من نصيب ريال مدريد، وذلك عبر فودويندو مينديز، الذي افتتح التسجيل للملكي في الدقيقة 12، بعد هجمة مرتدة سريعة استغل فيها سرعته الفائقة لتجاوز دفاعات الضيوف، قبل أن ينهي التسديد بدقة داخل المرمى.
لكن السحر الحقيقي جاء في الدقيقة 44، عندما أطلق أردا غولر، لاعب الوسط الشاب الذي يفرض نفسه كواحد من أبرز نجوم الموسم الجديد، تسديدة قوية من خارج المنطقة بعد صناعة ممتازة من مبابي ليضع الريال في وضع مريح قبل الشوط الأول، بنتيجة 2-0.
الطامة الكبرى: طرد هويسن وانقلاب المشهد
لكن الحظ لم يكن حليف الملكي طوال المباراة، إذ تعرض مدافعه الأساسي أندريه لويس هويسن للطرد في الدقيقة 32، بعد تدخل عنيف ومخالف للعبة على مهاجم سوسيداد إريك بيرنارد، ليحصل على البطاقة الحمراء المباشرة. هذا القرار غير المعقول من الحكم، جعل ريال مدريد يواجه بقية المباراة بعشرة لاعبين، ما فتح الباب أمام سوسيداد لفرض سيطرته الهجومية.
الشوط الثاني: هجوم مكثف وعودة سوسيداد
في الشوط الثاني، تحول سوسيداد إلى فريق مهاجم بامتياز، وأظهر تعاوناً تكتيكياً متميزاً، مع تمركزه العالي وضغطه المستمر على خط الدفاع الملكي. وتمكّن الفريق الباسكي من تقليص الفارق في الدقيقة 56، بعد أن وقع انتهاك داخل منطقة الجزاء على المهاجم ميكيل أوريازابال، ليُمنح ركلة جزاء نفذها بدقة مذهلة، ليصبح النتيجة 2-1.
من هنا، بدأت معركة البقاء. سوسيداد أرسل كل قواته نحو المرمى، وأطلق أكثر من 15 تسديدة، منها 7 على المرمى، بينما اضطر ريال مدريد للدفاع بشراسة، مع اعتماده على التصويبات السريعة من الغلبة. وقدم الحارس تيبو كورتوا أداءً استثنائياً، حيث أنقذ ثلاث فرص حقيقية، أهمها تصديه الرائع لتسديدة قوية من مارتن أوغستين في الدقيقة 78.
تمسك بقيادة الليغا وبداية موسم مثالية
بهذا الفوز، يصبح ريال مدريد أول فريق في الليغا هذا الموسم الذي يحقق أربعة انتصارات متتالية منذ بداية الموسم، وهو إنجاز نادر جداً في عصر التنافس الشرس. وقد سجل الفريق 9 أهداف في المباريات الأربع، وسجل 8 منها في الشوط الأول، مما يدل على قوة الانطلاق والسيطرة في بداية المباريات.
أما من حيث الاستقبال، فقد تلقى الفريق هدفين فقط في أربع مباريات — وهما هدفان فقط في مباراتين، مما يعكس تحسنًا ملحوظاً في الخط الخلفي رغم طرد هويسن، وهو ما يؤكد ثقة المدرب كارلو أنشيلوتي في تشكيلته العميقة.
تألق غولر وتحديات الدفاع
وكان أبرز ملامح المباراة تألق أردا غولر، الذي أثبت أنه ليس مجرد لاعب واعد، بل لاعب قادر على صنع الفارق في المباريات الكبيرة.
أما مبابي، فلم يسجل، لكنه كان محرك الهجمات، وصنّع الهدف الثاني، وأظهر نضجاً تكتيكياً ملحوظاً في التعامل مع الضغط.
من ناحية أخرى، ظهرت ثغرات في الدفاع الملكي عند اللجوء للدفاع بعشرة لاعبين، وهو ما قد يشكل تحدياً في المباريات القادمة ضد فرق مثل برشلونة أو أتلتيكو مدريد، خاصة إذا استمرت مشكلات التسديدات من الخارج والتنازل عن السيطرة.
رغم الصعوبات، نجح ريال مدريد في تجاوز اختبار صعب، وثبت أنه لا يزال القوة الأهم في الليغا، ليس فقط بفضل نجومه، بل بفضل عمق تشكيلته وروحه التنافسية. والآن، ينتظر الفريق عودة فينيسيوس جونيور من الإصابة، التي قد تكون المفتاح لتفجير الهجوم في المباريات المقبلة.