”الهلال يملك كل شيء... إلا الانتصار! كيف تمكن القادسية من سرقة نقطة من تحت أنوف الأبطال؟”

أربك القادسية حسابات الهلال، وأجبره على قبول نقطة ثمينة في مباراته الأولى على أرضه هذا الموسم، بعد أن فرض تعادلاً مثيراً بنتيجة 2-2 مساء السبت على ملعب المملكة أرينا، في لقاء جمع بين الفريقين ضمن الجولة الثانية من الدوري السعودي للمحترفين، في مباراة شهدت تقلبات درامية وحماسًا لا يُضاهى، وأثبت فيها الضيوف صلابتهم وقدرتهم على التصدي للضغط الهائل الذي مارسه العملاق الأزرق أمام جمهوره المتعطش للانتصار.
انطلق اللقاء بزخم هائل من جانب الهلال، الذي سعى منذ الدقائق الأولى لفرض هيمنته على الكرة وخلق فرص متكررة، لكن المفاجأة جاءت من الجانب الآخر، حين استغل القادسية خطأ دفاعياً فادحاً في الدقيقة السادسة، ليضع كريستوفر بونسو باه الهدف الأول في شباك الحارس نواف العبيدان، بعد تمريرة ذكية من الوسط وتسديدة قوية اخترقت الزاوية العليا، لتُصدم جماهير الملعب وتُدخلها في حالة صدمة.
لم يستطع الهلال استيعاب هذه المفاجأة، ورغم محاولاته المتكررة لاختراق دفاعات القادسية، إلا أن الحارس البرازيلي رودريغو دي بولو كان حاضراً بقوة، وصدّ عدة تسديدات خطرة، ليحافظ على تقدم الضيوف حتى نهاية الشوط الأول، في وقت بدا فيه أن الهلال يعاني من انعدام التناسق في الخط الأمامي، رغم تواجد نجومه الكبار.
لكن الشوط الثاني كان مشهداً آخر تمامًا. ففي الدقيقة 49، عاد الهلال بقوة عبر داروين نونيز، الذي تلقى كرة عرضية من اليمين وسددها برأسية قوية لم ينجح الحارس في إيقافها، ليُعيد الأمل لجماهير الملعب التي اندلعت في هتافات مدوية. لكن الفرحة لم تدم طويلاً، فبعد دقيقة واحدة فقط — أي في الدقيقة 50 — تمكن جوليان كينونيس من إعادة تقدم القادسية، بعد تمريرة متقنة من الظهير الأيسر، فانفرد بالحارس وسجل بهدف رائع بقدمه اليسرى، ليُعيد الخيبة إلى جمهور الهلال ويُظهر قدرة القادسية على التكيف مع الضغط والهجوم المضاد بذكاء.
وبقي الهلال يضغط بقوة في الساعات الأخيرة، وسط تراجع تدريجي في أداء الدفاع القديسي، حتى جاءت اللحظة الحاسمة في الدقيقة 73، عندما وقع انتهاك داخل منطقة الجزاء على لاعب الهلال، وقرّر الحكم إعطاء ركلة جزاء. ورفع روبن نيفيز، النجم الأرجنتيني، كتفه وسدد بثقة مطلقة في زاوية المرمى، ليُحرز هدف التعادل ويُنهي معركة الأبطال بضربة قانونية، وينقذ فريقه من خسارة محققة.
وكانت المباراة مليئة بالمواجهات الفردية، وتسجيلات جماعية، وخطايا دفاعية، وفرص ضائعة، لكن ما يميزها هو قدرة القادسية على الصمود أمام أحد أقوى الفرق في آسيا، والعودة من خلف بفارق هدفين، وإحداث مفاجأة كبيرة على أرض الخصم.
وبهذه النتيجة، رفع القادسية رصيده إلى أربع نقاط من جولتين، ليتصدر المجموعة مؤقتًا بفارق الأهداف عن الهلال، بينما يبقى العملاق الأزرق في المركز الثاني بنفس الرصيد، لكنه يحمل الآن ضغطاً نفسياً كبيراً بعد تعثره في أول مباراتين له على أرضه، وهو أمر لم يحدث منذ سنوات طويلة.
وباتت الجولة الثانية من الدوري السعودي للمحترفين، أكثر إثارة مما كان متوقعًا، حيث يبرز القادسية كقوة مفاجئة، والهلال تحت ضغط أكبر من أي وقت مضى، بينما تنتظر الجولة الثالثة تحولات جديدة قد تعيد تشكيل خريطة المنافسة على اللقب.