المشهد اليمني

ما الذي دفع نائبًا برلمانيًا لكتابة رسالة ”محرجة” للجيش في تعز؟ الإجابة ستصدمك”

الأحد 14 سبتمبر 2025 07:39 مـ 22 ربيع أول 1447 هـ
تعز
تعز

وجه رئيس تكتل وجهاء وأعيان محافظة تعز، النائب البرلماني محمد مقبل الحميري، رسالة صارمة وحاسمة إلى قيادة اللواء 170 الميكانيكي بالمحافظة، دعا فيها إلى وقف ما وصفه بـ"البلطجة المنظمة" والتجاوزات التي ترتكب تحت غطاء الزي العسكري، مؤكداً أن هذه التصرفات لا تمثل فقط انتهاكاً للقانون، بل هي إساءة متعمدة لتضحيات شعب تعز العظيمة ولدماء الشهداء الذين سقوا بدمائهم أرض المحافظة من أجل كرامتها وحريتها.

وجاءت الرسالة — التي أرسلت رسمياً عبر القنوات العسكرية المعتمدة — في ظل تصاعد الغضب الشعبي بعد عملية اختطاف جديدة وقعت اليوم في أحد أحياء تعز، واتهمت فيها عناصر من اللواء 170 بالوقوف خلفها، مما أثار موجة من الاستنكارات من قبل القيادات الشعبية والعسكرية على حد سواء.

وكتب الحميري في رسالته:

"اللواء 170 في تعز… كثر شاكوه، وانعدم شاكروه. إن استمرار بعض المنتسبين له بالبلطجة، والتنقل بسياراتهم المصفحة وهم يفرضون الإتاوات، ويختطفون الأبرياء، ويعتدون على المنازل والأسواق، ليس مجرد تجاوز فردي، بل هو إساءة مقصودة لتضحيات تعز الكبيرة، واستهتاراً بأرواح الشهداء الذين ضحوا من أجل كرامة المواطن وحريته. وإساءة للقيادات العسكرية في المحافظة، التي تبذل جهوداً جبارة في حفظ الأمن والاستقرار، لكن بقعة سوداء في ثوب أبيض تسيء له وتسقط قيمته".

وأضاف الحميري، الذي يُعد من أبرز الوجوه السياسية والاجتماعية المؤثرة في تعز، مخاطباً قائد المحور:

"أخي قائد المحور، لا أحد ينكر جهودك أنت، والأخ المستشار، وكل القيادات الشريفة التي تعمل بصمت ومسؤولية في ظروف صعبة لم تعرفها أي محافظة أخرى. لكن هذه الجهود لا تعفيكم من مسؤولية أخماد كل الجرائم، وضبط المجرمين، خاصة من يرتديون الزي العسكري ويستغلونه كدرع للإفلات من العقاب. الاختطاف الذي جرى اليوم ليس حادثاً عابراً، بل هو انعكاس لخلل نظامي عميق، نريد منكم أن تضبطوا مرتكبيه فوراً، وتُقدموهم للمحاكمة العاجلة، وتجعلوهم عبرة للآخرين، لا أن يُتركوا يمارسون أعمالهم بحرية تحت حماية زيهِم."

وتابع الحميري تحذيره بلهجة حازمة:

"إن هذا اللواء، الذي كان يوماً رمزاً للبطولة والانضباط، أصبح اليوم وبالاً على نفسكم وعلى أمن المحافظة واستقرارها. كثير من منتسبيه لم يعودوا جنوداً، بل أصبحوا عصابات مسلحة تنهش لحوم المجتمع من الداخل. لا يمكن أن نقبل أن يُقتل مواطن في طريقه إلى عمله، أو يُختطف طفل لأنه يملك سيارة، أو يُطلب رشوة من تاجر لأنه يملك محلًا، وكل ذلك باسم 'اللواء 170'. هذا لا يُقبل، ولا يُغتفر."

ودعا الحميري إلى إصلاح جذري شامل في هيكلة اللواء، يشمل:

  • إعادة تقييم جميع العناصر المشتبه بهم بارتكاب جرائم أو تجاوزات.
  • تشكيل لجنة تحقيق مشتركة بين القيادة العسكرية وممثلين عن مجلس النواب ووجهاء المحافظة.
  • نقل العناصر الفاسدة أو غير المؤهلين إلى وحدات غير ميدانية أو فصلهم فوراً.
  • تفعيل آليات الرقابة الداخلية والخارجية، بما في ذلك وجود مراقبي مجتمع محليين ضمن نقاط التفتيش.

وختم الحميري رسالته بدعوة إنسانية ودينية:

"أعانكم الله، وسدد على طريق الخير خطواتكم، فأنتم أمانة في أعناقنا، ونحن لن نتوانى عن الوقوف معكم إذا كنتم أمناء، لكننا سنكون أول من يطالب بمحاسبة من يخدعوننا باسم الجيش والوطن."

ردود فعل واسعة:

الرسالة أثارت موجة من التفاعل الواسع في الأوساط الشعبية والسياسية بتعز، حيث أيد عدد كبير من الوجهاء والتجار والأطباء والمحامين محتوى الرسالة، ووصفوها بـ"الصوت الحقيقي للشعب". كما طالبت لجان حقوق الإنسان المحلية بإحالة الرسالة إلى وزارة الدفاع والنيابة العامة كوثيقة رسمية تؤكد وجود "ظاهرة مؤسسية للتجاوزات" داخل اللواء.

من جهته، أعلن مصدر عسكري رفيع المستوى في قيادة المحور أنه "تم تفعيل آلية تحقيق فورية" بشأن اختطاف اليوم، وأن "اللجنة العسكرية ستبدأ أعمالها غدًا"، دون الكشف عن أسماء المشتبه بهم حتى الآن.

وأكد المصدر أن "القيادة تدرك خطورة الوضع، وتسعى جاهدة لإعادة بناء الثقة بين اللواء والمجتمع، وستكون هناك نتائج ملموسة خلال الساعات القادمة".