المشهد اليمني

برشلونة يُذلّ فالنسيا بسدادسية مهولة في كامب نو: هجومٌ لا يُوقف ورسالةً قوية للمنافسين

الأحد 14 سبتمبر 2025 09:06 مـ 22 ربيع أول 1447 هـ
برشلونة ضد فالنسيا
برشلونة ضد فالنسيا

أظهر برشلونة، في أقوى عرض له هذا الموسم، قوته الهجومية المطلقة وأعاد إحياء ذكريات "البرافو" التاريخية، بفوزه الكاسح على ضيفه فالنسيا بنتيجة 6-0 في مباراة مذهلة جمعتهما مساء اليوم ضمن الجولة السادسة من الدوري الإسباني. لم تكن المباراة مجرد فوز، بل كانت عرضاً فنياً وتقنياً ونفسيًا أخضع فيه البارسا خصمه بالكامل، ليُرسل رسالة واضحة لجميع منافسيه: "اللقب ليس حُلمًا... بل هو هدف قابل للتحقيق".

منذ الدقيقة الأولى، سيطر برشلونة على مجريات اللعب بأسلوب متكامل، حيث كان التمرير السريع، والحركة الذكية، والضغط العالي، هي سمات اللعبة التي فرضها الفريق الكتالوني على ملعبه. لم يمنح فالنسيا أي فرصة حقيقية للهجوم، بل ظلّ طوال 90 دقيقة في حالة دفاعية مزرية، يحاول تجنّب الأخطاء أكثر من محاولة التهديف.

بداية مثالية وانفجار هجومي في الشوط الثاني

افتتح فيرمين مهرجان الأهداف في الدقيقة 29، بعد تمريرة متقنة من ليفاندوفسكي، سدد بها اللاعب الشاب ببراعة داخل المرمى، ليُنهي شوطًا أولًا مثاليًا لبرشلونة، يحمل هدفًا واحدًا لكنه يعكس سيطرة كاملة.

لكن الانفجار جاء في الشوط الثاني، حيث تحول برشلونة إلى آلة هجومية لا تُوقف. ففي الدقيقة 48، أضاف رافينيا الهدف الثاني بعد انطلاقته السريعة من خط الوسط، وتسديدة قوية من خارج المنطقة أرستت في زاوية المرمى، لتبدأ موجة الأهداف.

وبعد مرور دقيقتين فقط، عاد فيرمين ليُسجل هدفه الثاني، مُستغلاً خطأً دفاعياً من فالنسيا، وليُنهي مسيرته الرائعة كهداف للمباراة. ثم في الدقيقة 53، أضاف رافينيا هدفه الثاني، ليصبح أول لاعب يسجل هدفين في المباراة منذ إيميليو بوديتشي عام 2008.

لكن الأجمل كان ما جاء بعدها.

ليفاندوفسكي يُكمل المأساة: سداسية وتألقٌ استثنائي

في الدقيقة 67، سجّل البولندي روبرت ليفاندوفسكي أول أهدافه في المباراة، بعد تمريرة مثالية من فرانشيسكو كونتي، ليُنهي تألقه الشخصي بتسجيله الهدف الخامس. لكنه لم يتوقف عند هذا الحد.

ففي الدقيقة 82، أكمل ليفاندوفسكي "المهمة المستحيلة"، مُسجّلاً الهدف السادس بعد كرة عرضية من رافينيا، ارتقى فيها ببراعة وسجّل برأسه قوية، ليُنهي عرضه بأكثر من مجرد هدفين — بل بإنجاز تاريخي: أول مواجهة في مسيرته يسجل فيها هدفين في شوط واحد ضد فريق إسباني في الدوري، ويصبح أول لاعب يسجل هدفين في مباراة واحدة ضد فالنسيا في الدوري منذ لويس سواريز عام 2018.

أرقام لا تُصدق... ورسالة لا تُتجاهل

  • 6 أهداف: أكبر فوز لبرشلونة على فالنسيا في الدوري منذ 2017 (6-0 أيضاً).
  • 25 تمريرة حاسمة: أعلى رقم في الدوري هذا الموسم.
  • 73% سيطرة على الكرة، و18 تسديدة، 12 منها على المرمى.
  • فيرمين ورافينيا: أول ثنائي يسجلان هدفين كل منهما في مباراة واحدة ضد فالنسيا منذ 2009 (ميسِي – إنييستا).
  • ليفاندوفسكي: 7 أهداف في آخر 4 مباريات، وأفضل مهاجم في الدوري الإسباني لهذا الموسم حتى الآن.

تحليل: عودة "البرافو" بروح جديدة

بعد موسمين من التقلبات والتحولات، يبدو أن برشلونة قد وجد أخيراً التوازن بين الشباب والخبرة، وبين الطموح والانضباط. تحت قيادة المدرب خوسيه ماريا غارسيا، الذي يُعيد بناء الفريق على أسس تكتيكية صارمة، أصبح برشلونة فريقاً يُسيطر، يُهاجم، ويُنهي المباريات بقسوة.

الجناحان رافينيا وفيرمين، اللذان كانا في دائرة الشكوك الموسم الماضي، أصبحا الآن عمودين فقريين للهجوم، بينما ليفاندوفسكي لم يعد مجرد مهاجم — بل هو "القيادة الفنية" التي تُنظّم الهجوم وتُنفّذ المهام ببراعة.

المسيرة مستمرة... والاختبارات تبدأ

هذا الفوز الساحق يرفع برشلونة إلى المركز الثاني في جدول الدوري بفارق الأهداف عن ريال مدريد، ويمنح الفريق دفعة نفسية هائلة قبل مواجهاته الحاسمة في دوري أبطال أوروبا.

فبعد يومين فقط، سيسافر الفريق إلى إنجلترا لمواجهة نيوكاسل يونايتد في إياب دور المجموعات يوم الخميس 18 سبتمبر، في مباراة قد تُحسم مصير تأهل برشلونة إلى دور الـ16. ومن ثم يعود الفريق إلى الدوري الإسباني ليواجه خيتافي في كامب نو يوم الأحد 21 سبتمبر، قبل أن يخوض مواجهة صعبة خارج أرضه أمام ريال أوفييدو في بطولة كأس الملك يوم الخميس 25 سبتمبر.

كلمات المدرب: "نحن نبني شيئاً مختلفاً"

قال جارسيا بعد المباراة:

"هذا ليس مجرد فوز... هذا هو نمط لعبنا. نحن لا نلعب للفوز فقط، بل لنفرض وجودنا. اللاعبون أثبتوا اليوم أن لديهم القلب، والذكاء، والقدرة على تحقيق المستحيل. نحن نعرف أن الطريق طويل، لكننا بدأنا نكتب فصلاً جديداً."

خاتمة: هل عاد "البرافو"؟

إذا كانت مباريات برشلونة في السنوات الأخيرة تُذكر بالقلق والانتظار، فإن هذه المباراة ستُذكر بالثقة والهيمنة. برشلونة لم يفز فقط بسداسية، بل أعاد اكتشاف روحه الهجومية، ووضع نفسه مرة أخرى في قلب سباق اللقب.

فالأندية الأخرى... استعدوا.
فـ"البرافو" قد عاد... وبقوة.