المشهد اليمني

”انقطاع كهرباء مفاجئ يُشعل غضب مأرب... السبب صادم: إطلاق نار مباشر على الخطوط!”

الإثنين 15 سبتمبر 2025 07:38 مـ 23 ربيع أول 1447 هـ
خطوط النقل بمأرب
خطوط النقل بمأرب

أعلنت مؤسسة كهرباء مأرب، اليوم، عن تعرض خط النقل الكهربائي المغذي لعدد من المناطق الحيوية في وادي مأرب لاعتداء تخريبي ممنهج وأدّى إلى انقطاع شامل للتيار الكهربائي عن عشرات الآلاف من المشتركين، في واحدة من أخطر الحوادث التي تستهدف البنية التحتية للطاقة في المحافظة منذ سنوات.

وأوضحت المؤسسة في بيان رسمي أن الاعتداء وقع فجر اليوم في منطقة "الخسيف" شمال غرب المحافظة، حيث استُخدمت أسلحة نارية مباشرة لإطلاق رصاص كثيف على أبراج خط النقل عالي الجهد، ما تسبب في تكسير عدد كبير من العوازل الزجاجية والبوليمرية، وإلحاق أضرار جسيمة بالموصلات الفضية والعازلة، بالإضافة إلى تشويه هيكل الأبراج المعدنية. وبحسب التقييم الأولي للفِرق الفنية، فإن الأضرار تجاوزت حدود الإصلاح العادي، وتتطلب استبدال مكونات حساسة مستوردة، ما سيطيل مدة التعافي.

وقد تأثرت بشكل مباشر مناطق استراتيجية وسكانية رئيسية، منها: العرش، المعبد، مفرق حريب، آل مثنى، آل حصيان، وعدد من القرى المجاورة، والتي تعتمد بالكامل على هذا الخط كمصدر رئيسي للتزويد الكهربائي. كما تأثرت المرافق العامة مثل المستشفيات والمراكز الصحية، ومراكز المياه، والمؤسسات التعليمية، مما يهدد سلامة المواطنين ويعرّض الخدمات الأساسية لخطر الانهيار.

وأكد مصدر في مؤسسة كهرباء مأرب أن "الهجوم لم يكن عرضيًا، بل مُخطَّطًا له بدقة، إذ تم اختيار اللحظة بدقة لتفادي وجود حراسة أو مراقبة، واستُخدمت تقنيات تُظهر نية متعمدة لتدمير النظام وليس مجرد إعاقة مؤقتة". وأضاف المصدر: "نحن نتعامل مع هذا الحادث كجريمة إرهابية تستهدف الأمن القومي الاقتصادي، لا كعمل شغب عابر".

وبادرت فِرق الطوارئ الفنية التابعة للمؤسسة، بدعم من إدارة الصيانة الوطنية، إلى التوجه الفوري إلى موقع الحادث، رغم صعوبة الوصول بسبب الظروف الأمنية، وبدأت عمليات تقييم الأضرار وتحديد قطع الغيار المطلوبة، مع تفعيل خطة الطوارئ لنقل بعض الأحمال عبر خطوط احتياطية جزئية، لكنها غير كافية لتغطية كامل المناطق المتضررة.

وطالبت مؤسسة كهرباء مأرب، في بيانها، الجهات الأمنية والعسكرية ذات الاختصاص بتحمل مسؤولياتها الكاملة في حماية الممتلكات العامة، وسرعة التحقيق في الحادث، وتحديد هوية المعتدين، وتقديمهم للعدالة، مشيرةً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها خطوط الكهرباء للاعتداءات، بل هي جزء من نمط متكرر يهدد استقرار الحياة اليومية للمواطنين.

ودعت المؤسسة المجتمع المحلي إلى التكاتف والتعاون مع الجهات الرسمية، وتوخي الحذر من أي محاولات لاستغلال الانقطاع لأغراض اقتصادية أو اجتماعية، مؤكدّة أن "الكهرباء حق أساسي من حقوق الإنسان، ولا يمكن أن تكون رهينة للعنف أو التخريب".

وفي رد فعل سريع، أصدر مجلس المحافظة بيانًا أدان فيه "الاعتداء الإرهابي"، ووصفه بأنه "هجوم مقصود على التنمية وحقوق المواطنين"، وطلب من الحكومة الشرعية والتحالف الدولي دعم مأرب بأجهزة مراقبة متطورة وأنظمة أمنية متكاملة لحماية محطات التوزيع والخطوط الرئيسية، مشيرًا إلى أن "التخريب المتكرر هو تمهيد لعزل المحافظة اقتصاديًا واجتماعيًا".

وتشهد مأرب منذ أشهر تصاعدًا في حوادث التخريب ضد البنية التحتية، خاصة خطوط الكهرباء والمياه، وهو ما يثير مخاوف محلية ودولية من تحوّلها إلى استراتيجية ممنهجة لإضعاف قدرة المحافظة على الاستمرار كمركز اقتصادي وسياسي مهم في اليمن.

ومن المتوقع أن تستمر أعمال الإصلاح عدة أيام، وفقًا لحجم الأضرار، بينما تعمل المؤسسة على توفير مولدات طوارئ مؤقتة للمستشفيات والمرافق الحيوية، في محاولة لاحتواء الأزمة الإنسانية الناجمة عن الانقطاع.

وتحث مؤسسة كهرباء مأرب جميع المواطنين على التحلي بالصبر، والامتناع عن استخدام المولدات الخاصة بكثافة عالية، تجنبًا لحدوث أعطال إضافية في الشبكة، مؤكدة أن "إعادة التيار الكامل لن يكون إلا بعودة الأمن والاستقرار، وهو ما يبدأ بحماية الممتلكات العامة من أيدي المفسدين".