المشهد اليمني

إسبانيا تصعّد ضد إسرائيل .. استدعاء دبلوماسي وإلغاء صفقات سلاح كبرى

الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 02:25 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ
إسبانيا
إسبانيا

استدعت وزارة الخارجية الإسبانية القائم بأعمال السفير الإسرائيلي في مدريد، دانا إيرليش، لتوبيخها على خلفية تصريحات مسيئة صدرت عن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بحق رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ويأتي هذا التطور ليشكل حلقة جديدة في سلسلة من التوترات المتزايدة بين مدريد وتل أبيب، على خلفية الموقف الإسباني الرافض لاستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.

استدعاء ثانٍ خلال أسبوع واحد

ووفقًا لما نقلته صحيفة عبرية، فإن هذه ليست المرة الأولى خلال الأيام القليلة الماضية التي يتم فيها استدعاء إيرليش، فقد سبق أن خضعت لتوبيخ مماثل بسبب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد سانشيز، وهو ما يعكس إصرار الحكومة الإسبانية على مواجهة أي إساءة تصدر من الجانب الإسرائيلي بحق قيادتها السياسية.

إلغاء صفقات سلاح بمليارات اليوروهات

التوتر لم يتوقف عند الحدود الدبلوماسية، بل امتد إلى العلاقات العسكرية والاقتصادية، حيث أفادت صحيفة إسرائيلية أن الحكومة الإسبانية ألغت صفقة ضخمة لشراء أنظمة مدفعية من شركة إلبيت سيستمز الإسرائيلية، لتكون الصفقة الثانية التي تلغيها مدريد خلال شهر واحد فقط.

وذكرت الصحيفة أن قيمة العقود الملغاة تصل إلى نحو مليار يورو، تشمل صفقة صواريخ بلغت وحدها 700 مليون يورو، وكان من المقرر أن يتم تصنيع هذه الصواريخ، المعروفة باسم بولس أو سيلام في إسبانيا، عبر شراكة بين الشركة الإسرائيلية وعدد من الشركات الإسبانية.

مدريد تتمسك بموقفها الداعم لفلسطين

ترى مصادر دبلوماسية أن الموقف الإسباني يعكس تحولًا جوهريًا في سياسات مدريد تجاه إسرائيل، إذ باتت الحكومة الإسبانية أكثر جرأة في انتقاد الحرب على غزة، خاصة بعد تزايد الضغوط الداخلية من الشارع الإسباني والأحزاب السياسية المطالبة بوقف التعاون العسكري مع تل أبيب.

ويؤكد مراقبون أن قرار إلغاء صفقات السلاح ليس مجرد رد فعل ظرفي، بل رسالة واضحة مفادها أن إسبانيا لن تتسامح مع الانتهاكات الإسرائيلية أو محاولات الإساءة لرموزها السياسية، كما أن هذا القرار قد يشجع دولًا أوروبية أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة.

انعكاسات على العلاقات الأوروبية – الإسرائيلية

تصعيد مدريد قد يكون بداية لتحول أوسع في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، خاصة في ظل تزايد الأصوات المطالبة بفرض قيود على صادرات السلاح الأوروبية إلى تل أبيب، ويرى محللون أن استدعاء القائم بالأعمال الإسرائيلي مرتين خلال أسبوع واحد يوجه رسالة بأن صبر إسبانيا قد نفد، وأنها مستعدة لاستخدام الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية للضغط على إسرائيل.

المشهد الأخير

بين الاستدعاءات المتكررة والتوبيخات الدبلوماسية من جهة، وإلغاء صفقات بمليارات اليوروهات من جهة أخرى، تدخل العلاقات الإسبانية – الإسرائيلية مرحلة غير مسبوقة من التوتر، ومن المرجح أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من التباعد، خاصة إذا استمرت الحرب على غزة، واستمرت الحكومة الإسرائيلية في إطلاق تصريحات ضد القيادة الإسبانية.