المشهد اليمني

ترامب يقاضي نيويورك تايمز مطالبًا بـ15 مليار دولار تعويضًا عن التشهير

الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 02:37 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ
دونالد ترامب
دونالد ترامب

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع دعوى قضائية ضد صحيفة نيويورك تايمز وأربعة من صحفييها، إلى جانب دار النشر بنجوين راندوم هاوس، متهمًا إياهم بالتشهير والافتراء، وتُطالب الدعوى، التي قُدمت إلى محكمة اتحادية في ولاية فلوريدا، بتعويض مالي ضخم لا يقل عن 15 مليار دولار، على خلفية ما وصفه ترامب بـ"الأكاذيب المتعمدة التي ألحقت ضررًا بسمعته التجارية والشخصية".

خلفية القضية: اتهامات بالتشهير والافتراء

تشير وثائق القضية إلى أن الدعوى تستند إلى سلسلة مقالات نشرتها نيويورك تايمز، من بينها افتتاحية سبقت انتخابات الرئاسة 2024، وصفت ترامب بأنه "غير مؤهل لتولي المنصب"، كما تتضمن الدعوى كتابًا أصدرته دار بنجوين عام 2024 بعنوان: الخاسر المحظوظ: كيف بدّد دونالد ترامب ثروة والده وخلق وهم النجاح.

ويؤكد محامو ترامب أن الصحفيين ودور النشر نشروا هذه المواد "بنية خبيثة"، رغم علمهم بأنها تتضمن "تشويهات وافتراءات"، وهو ما اعتبروه سببًا مباشرًا في تراجع قيمة علامته التجارية وخسائر اقتصادية كبيرة.

التأثير على شركة ترامب للإعلام

لفتت الدعوى إلى أن الضرر لم يكن معنويًا فقط، بل انعكس أيضًا على الجانب الاقتصادي، إذ تأثرت شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا بشكل مباشر، وأشارت الوثائق إلى أن سهم الشركة واجه ضغوطًا في الأشهر الماضية، خصوصًا بعد انتهاء فترة الحظر الخاصة بإدراجها في السوق في مارس الماضي.

ترامب: الدفاع عن الشرف والعائلة

وفي منشور على منصته "تروث سوشيال"، أعلن ترامب أن رفع الدعوى يمثل بالنسبة له "شرفًا عظيمًا"، متهمًا الصحيفة العريقة بالكذب ضده وضد أسرته وأعماله، بالإضافة إلى حركات يقودها مثل "أمريكا أولًا" و"لنجعل أميركا عظيمة مجددًا".

وأكد أن ما نُشر بحقه لا يمكن اعتباره مجرد نقد سياسي أو إعلامي، بل هو "تشهير متعمد يهدف إلى تدمير سمعته وصورته أمام الرأي العام".

دعاوى قضائية سابقة ضد الإعلام

ليست هذه المرة الأولى التي يدخل فيها ترامب في مواجهة قضائية مع المؤسسات الإعلامية، ففي وقت سابق من هذا العام، أقام دعوى ضد صحيفة وول ستريت جورنال ومالكيها، بمن فيهم روبرت مردوخ، مطالبًا بتعويض قدره 10 مليارات دولار، على خلفية تقرير ربط اسمه بجيفري إبستين.

كما وافقت شركة باراماونت المالكة لشبكة "سي بي إس" في يوليو الماضي على تسوية دعوى رفعها ترامب ضد برنامج 60 دقيقة، اتهم فيه القناة بتحريف مقابلة مع نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس.

قضية إبستين تلاحق ترامب إعلاميًا

وجاءت الدعوى الجديدة بعد أيام قليلة من تهديد ترامب بمقاضاة نيويورك تايمز بسبب تغطيتها لمذكرة ورسمة قيل إنها ذات طبيعة جنسية مرتبطة بالممول الأمريكي الراحل جيفري إبستين.

ورغم نفي ترامب أي علاقة بإبستين بعد عام 2006، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية ما زالت تعيد فتح الملف بين الحين والآخر، وهو ما اعتبره ترامب محاولة "ممنهجة" لتشويه صورته.

ردود الفعل المرتقبة

يتوقع محللون أن تثير الدعوى جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، خصوصًا أن المبلغ المطلوب – 15 مليار دولار – يُعد من أضخم المطالبات القضائية في قضايا التشهير على الإطلاق، كما أن توقيت الدعوى يأتي في خضم استعدادات ترامب لتعزيز حضوره السياسي، وسط تكهنات بشأن مستقبله في الساحة الانتخابية.

المشهد الأخير

تؤكد الدعوى الأخيرة أن علاقة ترامب بالإعلام الأمريكي ستظل مشحونة بالصراع والتوتر، خصوصًا مع مؤسسات كبرى مثل نيويورك تايمز، وبينما يصر ترامب على أن ما يتعرض له يمثل "حملة تشويه متعمدة"، يرى كثيرون أن المواجهة القضائية المقبلة قد تكون اختبارًا جديدًا لحدود حرية الصحافة في الولايات المتحدة.