سخر من زعيم الحوثي في فيديو… فكان مصيره ”اختفاء قسري”!
ي تصعيد جديد يُضاف إلى سجل انتهاكات مليشيا الحوثي الإرهابية ضد الحريات العامة وحق التعبير، اختطفت عناصر مسلحة تابعة للجماعة، مساء أمس، المواطن "جميل شريان" من داخل منزله الواقع في منطقة الجاهلية بمديرية همدان شمال العاصمة صنعاء، وذلك على خلفية نشره مقطع فيديو انتقد فيه سياسات الجماعة الاقتصادية، وسخر فيه من زعيمها.
وبحسب مصادر محلية موثوقة تحدثت لـ"خبرنا"، فإن مجموعة من المسلحين الحوثيين اقتحموا منزل شريان بشكل مفاجئ، وفتشوه بدقة قبل أن يقتادوه إلى جهة مجهولة، دون إبداء أي أسباب رسمية أو إبراز أي مذكرة توقيف، في مشهد يُعيد إلى الأذهان ممارسات الجماعة التعسفية ضد كل من يجرؤ على انتقادها أو حتى التلميح بمخالفتها.
وأشارت المصادر إلى أن عملية الاختطاف جاءت بعد ساعات قليلة من نشر شريان لمقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، تناول فيه الأوضاع الاقتصادية المتردية في مناطق سيطرة الحوثي، وحمل الجماعة المسؤولية الكاملة عن تدهور المعيشة وانهيار العملة وتوقف الرواتب. وفي لحظة جريئة، سخر شريان من زعيم الجماعة، مقارنًا بين أدائه وبين أداء الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، قائلاً: "صالح كان يستخدم المال العام لدفع رواتب الموظفين وبناء الطرق والمستشفيات والمدارس… أما اليوم، فالمال يُصرف على الحرب وعلى مكاتب الزعيم، والشعب يجوع!".
وأثار الفيديو تفاعلًا واسعًا بين المتابعين، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، حيث عبر كثيرون عن تأييدهم لما قاله شريان، وطالبوا بالإفراج عنه فورًا، بينما حذّر آخرون من مغبة التعبير عن الرأي في ظل سيطرة جماعة لا تؤمن بالحريات ولا تحترم حقوق الإنسان.
ويُعد هذا الاختطاف أحدث حلقة في سلسلة طويلة من الاعتقالات التعسفية التي تنفذها مليشيا الحوثي ضد نشطاء، صحفيين، ومواطنين عاديين، لمجرد التعبير عن آرائهم أو نشر آراء مخالفة لتوجهات الجماعة. وقد وثّقت منظمات حقوقية محلية ودولية مئات الحالات المشابهة خلال السنوات الماضية، معظمها انتهت بتعذيب الضحايا أو إخفائهم قسرًا أو محاكمتهم في محاكم غير قانونية.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تعلن أي جهة حوثية رسمية عن مكان وجود جميل شريان أو التهم الموجهة إليه، ما يزيد من مخاوف عائلته وأصدقائه على حياته، خاصة في ظل تقارير سابقة تحدثت عن تعرض مختطفين سابقين لتعذيب شديد أو حتى الموت تحت التعذيب في سجون الجماعة السرية.
ويُطالب نشطاء حقوقيون المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بالتدخل العاجل للضغط على مليشيا الحوثي للإفراج عن شريان، ووقف سياسة القمع والترهيب التي تمارسها ضد المدنيين، والتي تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.