• الرئيسية
• المشهد الرياضي

يستهل نادي ريال مدريد، العملاق الإسباني وأكثر الأندية تتويجاً بلقب دوري أبطال أوروبا في التاريخ (15 لقباً)، مشواره في النسخة الجديدة من المسابقة القارية الأرفع، بمواجهة فريق أولمبيك مرسيليا الفرنسي، مساء اليوم الثلاثاء، على أرضية ملعبه الأسطوري "سانتياغو برنابيو"، في لقاء يحمل طابعاً خاصاً يجمع بين الحنين إلى الماضي والطموح نحو مستقبل مُشرق تحت قيادة مدربه الجديد، تشابي ألونسو.

ويأتي هذا اللقاء في ظل أجواء مشحونة بالآمال والطموحات الجماهيرية، بعد صيف حافل بالتحولات داخل النادي الملكي، بدءاً من رحيل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي قاد الفريق للفوز بلقب دوري الأبطال الموسم الماضي، ليتولى تدريب منتخب البرازيل، وصولاً إلى التعاقد مع أسطورة خط الوسط السابق، تشابي ألونسو، في خطوة وصفها المراقبون بأنها "استثمار في المستقبل" و"عودة للروح التكتيكية الألمانية" التي عاشها ألونسو مع بايرن ميونخ كلاعب ومدرب.

صفقات ضخمة واستثمار استراتيجي

لم يكتفِ ريال مدريد بتعيين ألونسو، بل واصل تعزيز صفوفه بصفقات بلغت تكلفتها الإجمالية نحو 170 مليون يورو، شملت تعزيزات في خط الوسط والدفاع، إضافة إلى الاحتفاظ بنجومه الأساسيين مثل كيليان مبابي، الذي يخوض أولى مواجهاته الأوروبية مع الفريق، وفيكتور غولر، الشاب الواعد الذي يُراهن عليه كثيراً في بناء وسط الفريق الجديد.

ويُنظر إلى هذه الحملة الأوروبية على أنها اختبار حقيقي لقدرات ألونسو التدريبية، خاصة بعد الخروج الصادم من ربع نهائي النسخة الماضية أمام أرسنال الإنجليزي بنتيجة ثقيلة (5-1 بمجموع المباراتين)، وهو ما زاد من الضغوط على الإدارة لتقديم مشروع جديد قادر على الحفاظ على الهيمنة الأوروبية.

موعد المباراة والقنوات الناقلة

• التاريخ: الثلاثاء 16 سبتمبر/أيلول 2025
• الملعب: سانتياغو برنابيو – مدريد
• التوقيت:
  • 22:00 بتوقيت مكة المكرمة – القاهرة – الدوحة
  • 23:00 بتوقيت الإمارات
• القناة الناقلة: beIN Sports 1
• المعلق: حسن العيدروس

مواجهة بنكهة خاصة… مدريد يتفوق تاريخياً

لا تخلو المواجهة من نكهة خاصة، فريال مدريد يملك سجلاً ناصعاً أمام مرسيليا، حيث التقى الفريقان في أربع مناسبات سابقة، جميعها في دور المجموعات، وانتهت جميعها بانتصارات للنادي الملكي، سجّل خلالها 12 هدفاً مقابل 4 فقط للفرنسيين. وكانت آخر مواجهة بينهما في موسم 2009-2010، حيث برز نجم البرتغال كريستيانو رونالدو بهدفين في فوز مدريد 3-1.

أما مرسيليا، فيعود إلى دوري الأبطال بعد غياب موسم واحد، ويُراهن على تشكيلة شابة ومميزة تضم أسماء مثل ماسون غرينوود، وبافارد، وأوباميانغ، بهدف تجاوز حاجز دور المجموعات للمرة الأولى منذ موسم 2011-2012، وهو ما يضيف بعداً نفسياً وتنافسياً قوياً للمواجهة.

التشكيلتان المتوقعتان

ريال مدريد (4-3-3):
كورتوا – ألكسندر أرنولد – ميليتاو – هويسين – كاريراس – فالفيردي – تشواميني – ماستانتونو – غولر – فينيسيوس – مبابي.

مرسيليا (4-2-3-1):
رولي – موريلو – بافارد – باليردي – ميدينا – غوميز – كوندوغبيا – غرينوود – هويبيرغ – ويا – أوباميانغ.

نظام جديد… وألونسو يُلمّح للمداورة

مع تطبيق النظام الجديد لدوري الأبطال، الذي يزيد عدد مباريات دور المجموعات من 6 إلى 8 مباريات لكل فريق، ألمح المدرب تشابي ألونسو في تصريحاته الأخيرة إلى أنه سيُجري مداورة واسعة بين اللاعبين خلال الأسابيع المقبلة، بهدف الحفاظ على جاهزية الفريق في المسابقتين المحلية والقارية، وعدم التعرض لإصابات أو إرهاق مبكر قد يُعيق الطموحات.

وأضاف ألونسو: "دوري الأبطال بطولة تتطلب التخطيط على المدى الطويل. لدينا فريق قادر على المنافسة في كل الجبهات، وسأحرص على إعطاء الجميع فرصتهم لتقديم الأفضل."

ماذا يعني هذا اللقاء؟

لا يُعد لقاء اليوم مجرد بداية موسم أوروبي جديد، بل هو رسالة من ريال مدريد إلى أوروبا بأنه ما زال المرشح الأول للقب، رغم التغييرات الكبيرة في الجهاز الفني. كما أنه اختبار حقيقي لمرسيليا، الذي يسعى لإثبات أنه ليس مجرد ضيف عابر في المسابقة، بل قادر على منافسة الكبار.

جماهير "البرنابيو" تنتظر عرضاً قوياً يليق باسم النادي وتاريخه، بينما يأمل ألونسو في تقديم مباراته الأولى الرسمية في دوري الأبطال كمدرب لريال مدريد بفوز يُعزز ثقة اللاعبين فيه، ويُشعل شرارة انطلاقته الأوروبية.

ريال مدريد يستهل حملته الأوروبية بمواجهة مرسيليا، في لقاء يجمع بين التاريخ المُبهر والطموح الجديد، تحت قيادة مدرب يحمل في جعبته الكثير من الأفكار، وفريق يملك كل مقومات الاستمرار في الهيمنة. والسؤال الأكبر: هل سيكون ألونسو على قدر التحدي؟ الجواب يبدأ اليوم، على أرض "برنابيو".