هل يعود جاك ما ليقود ”علي بابا” نحو الصدارة العالمية؟

أعلنت مصادر مطلعة عن عودة مؤسس “علي بابا” جاك ما إلى صدارة القيادة التنفيذية في المجموعة، بهدف دمج خبرته الواسعة في التجارة الإلكترونية مع رؤية جديدة ترتكز على تحسين تجربة البائعين والمشترين. وتشمل هذه الرؤية دفع الابتكار قدماً في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، لتسريع تطوير المنصات التكنولوجية وتعزيز قدرات تحليل البيانات.
يأتي هذا الإجراء بعد غياب دام نحو خمسة أعوام، شهد خلاله “علي بابا” تراجعاً في وتيرة نموه، خاصة إثر إلغاء طرح شركة “Ant Group” في عام 2020 وما تلا ذلك من ضغوط تنظيمية مكثفة. وقد أدت هذه التحديات إلى تباطؤ استثمارات المجموعة في مشاريعها الرائدة واشتداد المنافسة داخل السوق الصيني وخارجه.
ووفق تقارير إعلامية، فقد دفعت ضغوط من كبار المساهمين إدارة الشركة إلى المطالبة بعودة ما لقيادة عمليات إعادة الهيكلة وتوجيه الاستثمارات الحيوية. ويرى المستثمرون أن حضور ما الرمزي والفعلي يمكنه استعادة الثقة في استراتيجيات النمو، ويعيد زخم التوسع الذي عرفته الشركة في سنواتها الأولى.
التحديات والسيناريوهات المستقبلية: يواجه “علي بابا” منافسة محتدمة من “تيك توك” و”JD.com” و”Pinduoduo” على صعيد التجارة الإلكترونية في الصين، مما يزيد من حاجة المجموعة لتسريع الابتكار. كما يتعين على الإدارة الجديدة الموازنة بين الحفاظ على علاقات جيدة مع الجهات التنظيمية الصينية وتكثيف التوسع الدولي. ويُرجح أن تعتمد الشركة نموذج حوكمة جديداً يسمح لجاك ما بدور استشاري أو قيادي دون تكليفه بمهام تنفيذية يومية، لتحقيق توازن بين خبرته ورؤيته الاستراتيجية ومتطلبات الرقابة المؤسسية.
بداية شركة على بابا
في رحلة إلى الولايات المتحدة، وُلِدت لدى جاك ما فكرة تأسيس شركة إنترنت. على الرغم من عدم امتلاكه خبرة في البرمجة أو التعامل مع الحواسيب، إلا أن تجربته الأولى مع الإنترنت خلال تلك الرحلة في عام 1995 أثارت إعجابه بشدة.
بدأ ما مشروعًا في مجال الترجمة وخلال زيارته للولايات المتحدة لمساعدة شركة صينية، أجرى بحثًا على الإنترنت عن “البيرة” ولكن لم يجد أي نتائج تخص البيرة الصينية، مما دفعه للتفكير في إنشاء شركة إنترنت خاصة بالصين.
في عام 1999، أسس جاك ما شركة علي بابا، وحققت الشركة نجاحًا سريعًا. على الرغم من فشله في مشروعين سابقين، استطاع بعد أربع سنوات أن يجمع 17 من أصدقائه في شقته ويقنعهم بالاستثمار في فكرته لإنشاء سوق إلكتروني أسماه علي بابا.
أتاح الموقع للمصنّعين إمكانية عرض منتجاتهم للبيع مباشرةً، مما جذب منتجين من جميع أنحاء العالم. بحلول أكتوبر 1999، استطاعت الشركة جمع تمويل بقيمة 5 ملايين دولار من غولدمان ساكس و20 مليون دولار من سوفت بنك، الشركة اليابانية المتخصصة في الاتصالات والاستثمار في التكنولوجيا.
أقراأيضا:استثمار سعودي مصري مرتقب بـ مليار دولار في قلب القاهرة | المشهد اليمني