المشهد اليمني

ليفربول يخطف فوزاً درامياً من أتلتيكو مدريد في قمة مثيرة بـ”أنفيلد”

الأربعاء 17 سبتمبر 2025 09:36 مـ 25 ربيع أول 1447 هـ
ليفربول ضد اتلتيكو مدريد
ليفربول ضد اتلتيكو مدريد

في ليلة لا تُنسى على مدرجات ملعب "أنفيلد"، خطف نادي ليفربول الإنجليزي فوزاً مثيراً ومليئاً بالدراما من ضيفه الإسباني أتلتيكو مدريد، بنتيجة 3-2، في الجولة الأولى من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، في مباراة عكست كل مقومات الإثارة والندية والصراع حتى الرمق الأخير.

المواجهة، التي جمعت بين فريقَين يملكان تاريخاً حافلاً من المواجهات الملتهبة في البطولة القارية، لم تخيب ظن الجماهير، حيث قدم الطرفان عرضاً كروياً متكاملاً، تخلله تقلبات في النتيجة، وتسجيل أهداف مبكرة، وعودة قوية للضيوف، قبل أن يحسم قائد الريدز فيرجيل فان دايك المباراة في اللحظات الأخيرة، ليمنح جمهور أنفيلد فرحة لا تُوصف.

الشوط الأول: صاعقة الريدز وردّ أتليتيكو المتأخر

لم يكد يمر سوى أربع دقائق فقط على انطلاق المباراة حتى افتتح ليفربول التسجيل، بعد تمريرة من محمد صلاح اصطدمت بقدم زميله أندرو روبيرتسون، لتُغيّر مسارها وتُفلت من بين يدي الحارس السلوفيني يان أوبلاك، وتسكن الشباك. هدف جاء من خطأ دفاعي، لكنه استغل بذكاء من الريدز.

وبعد دقيقتين فقط، في الدقيقة السادسة، ضاعف ليفربول النتيجة بهدف رائع للمصري محمد صلاح، الذي تلقى تمريرة عرضية متقنة من داخل المنطقة، فسددها بقدمه اليسرى بزاوية ضيقة، معلناً 2-0، وأشعل المدرجات في أنفيلد التي كانت تنتظر مثل هذا البداية القوية.

لكن الضيوف لم يستسلموا، وبدأوا يعيدون ترتيب أوراقهم تدريجياً، حتى جاءت الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع للشوط الأول، ليُقلص ماركوس يورينتي الفارق بهدف أول لأتلتيكو مدريد، بعد تسديدة زاحفة من خارج منطقة الجزاء، ارتطمت بالأرض وخدعت الحارس البرازيلي أليسون، لتُعلن 2-1، وتُعيد الأمل لجماهير الروخي بلانكوس.

الشوط الثاني: توازن.. ثم تعادل.. ثم دراما الفوز

بدأ الشوط الثاني بسيطرة متبادلة، مع محاولات من أتلتيكو مدريد لفرض إيقاعه، بينما حافظ ليفربول على تماسكه الدفاعي، مع اعتماد على الهجمات المرتدة بقيادة صلاح وجاكبو.

وفي الدقيقة 81، نجح ماركوس يورينتي في تسجيل هدف التعادل لفريقه، بعد تسديدة قوية من خارج المنطقة اصطدمت بمدافع ليفربول، لتغيّر مسارها وتسكن الشباك، مُحدثةً صدمة في أنفيلد، ومحولةً المباراة إلى أجواء من التوتر والضغط.

لكن في اللحظات الأخيرة، تحديداً في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع (90+2)، نجح قائد ليفربول الهولندي فيرجيل فان دايك في استقبال كرة عرضية من ركلة حرة، ليسددها برأسه بقوة لا تُصد، مُعلناً هدف الفوز الثالث، وسط هستيريا جماهيرية عارمة، ليُنهي المباراة بفوز مثير لليفربول، ويمنحه 3 نقاط ثمينة في بداية مشواره الأوروبي.

تشكيل الفريقين: توازن تكتيكي وغيابات مؤثرة

ليفربول (4-3-3):

  • حراسة المرمى: أليسون
  • الدفاع: فان دايك (كابتن)، كوناتي، فريمبونج، روبيرتسون
  • الوسط: سوبوسلاي، فيرتز، جرافينبرخ
  • الهجوم: إيزاك، جاكبو، محمد صلاح

أتلتيكو مدريد (4-4-2):

  • حراسة المرمى: أوبلاك
  • الدفاع: يورينتي، لي نورماند، لينجلت، جالان
  • الوسط: جوليانو، باريوس، نيكو جونزاليس، جالاجير
  • الهجوم: راسبادوري، جريزمان (كابتن)

تحليل سريع: فوز يستحقه ليفربول رغم الهشاشة الدفاعية

رغم الفوز، فإن ليفربول أظهر بعض الثغرات الدفاعية، خاصة في التعامل مع الكرات الطويلة والثابتة، وهو ما استغله أتلتيكو بشكل جيد. لكن في المقابل، أظهر الريدز قدرة عالية على التسجيل المبكر، وروح قتالية كبيرة، تمثلت في قيادة فان دايك وتأثير محمد صلاح المستمر.

أما أتلتيكو مدريد، فقدم أداءً تنافسياً، وأثبت أنه قادر على العودة حتى من المواقف الصعبة، لكنه دفع ثمن عدم استغلال الفرص في الشوط الأول، وضعف التركيز في اللحظات الحاسمة.

ماذا بعد؟

بهذا الفوز، يتصدر ليفربول مجموعته مؤقتاً، ويمنح مدربه يورجن كلوب دفعة معنوية قوية بعد بداية متواضعة نسبياً في الدوري الإنجليزي. أما أتلتيكو مدريد، فيحتاج إلى مراجعة عميقة، خاصة في الجانب الدفاعي، قبل مواجهته القادمة في البطولة.

الجميع ينتظر الآن الجولة الثانية، لكن الأكيد أن ليلة أنفيلد ستظل محفورة في ذاكرة عشاق الكرة، كواحدة من المباريات التي تُجسد روح دوري الأبطال: إثارة، دراما، وانتصارات في آخر لحظة.