اليمن ترحب بتوقيع خارطة طريق لحل أزمة السويداء السورية

أعربت وزارة الخارجية اليمنية عن ترحيبها بتوقيع خارطة طريق لحل الأزمة في محافظة السويداء السورية، معتبرة هذه الخطوة تطورًا مهمًا باتجاه تعزيز الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في البلاد.
وجاء في بيان الوزارة أن هذا الاتفاق يمثل محطة إيجابية على طريق معالجة الأزمة السورية، مثمنة في الوقت ذاته الجهود التي بذلتها المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية في إنجاح هذا المسار.
وأكدت الخارجية اليمنية تمسكها بموقف الجمهورية اليمنية الداعم لوحدة واستقرار الجمهورية العربية السورية، واحترام سيادتها وسلامة أراضيها.
كما دعت المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الكامل من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار والعيش الكريم.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في مؤتمر صحفي مشترك بدمشق مع نظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك، عن إطلاق مسار جديد للمصالحة الوطنية واستعادة الاستقرار في الجنوب السوري، وذلك في ثالث اجتماع يعقد بين الأطراف الثلاثة منذ يوليو/تموز الماضي.
وخلال المؤتمر، كشف الشيباني عن خارطة طريق من سبع خطوات وُقعت بدعم أردني وأميركي، وتركز على معالجة الوضع في محافظة السويداء. وتشمل الخطة محاسبة المسؤولين عن الاعتداءات على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي، وضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع، إضافة إلى تعويض المتضررين وإعادة ترميم القرى والبلدات لتسهيل عودة النازحين.
كما تتضمن الخطة إعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية، ونشر قوات محلية من وزارة الداخلية لتأمين الطرق وحماية حركة السكان والتجارة، إلى جانب العمل على كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم، وإطلاق مسار داخلي للمصالحة بمشاركة أبناء السويداء من مختلف المكونات.
وجاءت بنود خارطة الطريق كما يلي:
محاسبة كل من اعتدى على المدنيين وممتلكاتهم وبالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي.
ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع.
تعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين.
إعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية.
نشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة.
كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف.
إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء السويداء بجميع مكوناتهم.
وأكد الشيباني أن محافظة السويداء مرت بأحداث أليمة تركت أثرها في كل بيت سوري، مشدداً على أن التجارب السابقة أثبتت أن الحل يكمن في حوار السوريين أنفسهم لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة قوامها الوحدة والمصير المشترك.
وأوضح أن الحكومة السورية وضعت خارطة طريق واضحة تكفل الحقوق وتدعم العدالة وتعزز الصلح المجتمعي، بما يفتح المجال لتضميد الجراح وعودة الاستقرار.
من جانبه، أشاد المبعوث الأميركي بما وصفها بالخطوات التاريخية للحكومة السورية، مؤكداً التزام واشنطن برعاية هذا المسار ودعم تنفيذه بالتعاون مع الأردن. وقال إن بلاده ساعدت دمشق وعمّان على التوصل إلى الاتفاق حول السويداء، مثمناً ما اعتبره دوراً محورياً للأردن في دعم سوريا.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن إسرائيل تسعى إلى تقسيم سوريا، مؤكداً أنها الجهة الوحيدة التي تعمل على ذلك. ومع ذلك، أوضح أن خارطة الطريق الجديدة تلبي في الوقت نفسه احتياجات إسرائيل الأمنية.
وتأتي هذه التطورات بعد أن شهدت محافظة السويداء في 13 يوليو الماضي اشتباكات عنيفة استمرت أسبوعاً بين مقاتلين دروز موالين لإسرائيل وعشائر بدوية، تدخلت على إثرها قوات الأمن الحكومية لوقف المواجهات. وأسفرت المعارك عن مئات القتلى ونزوح نحو 200 ألف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة.
ومنذ 19 يوليو يسود وقف لإطلاق النار في السويداء عقب تلك المواجهات، وسط عودة تدريجية وخجولة للنازحين إلى قراهم وبلداتهم.