المشهد اليمني

”طالبة يمنية في الصف الثالث تفعل ما عجز عنه الكبار... والمفاجأة في رد فعل المعلمة!”

الخميس 18 سبتمبر 2025 08:19 مـ 26 ربيع أول 1447 هـ
الطالبة
الطالبة

في مشهد نادر يبعث الأمل ويعيد الثقة في قيم الجيل الناشئ، قدّمت الطالبة فاطمة محمود البركاني، من الصف الثالث الابتدائي بمدرسة جعفر الطيار في منطقة سليك بمديرية ردفان، نموذجًا حيًا ومُلهِمًا للأمانة والخلق الرفيع، بعد أن عثرت على مبلغ مالي قدره 100 ريال سعودي أثناء عودتها من المدرسة، وأعادته فورًا إلى صاحبته — إحدى معلمات المدرسة — دون تردد أو ترقب لمكافأة.

وقد تحوّل هذا الموقف البسيط ظاهريًا إلى حدثٍ تربوي كبير، أثار إعجاب وإشادة واسعة من إدارة المدرسة، وهيئات التدريس، وأولياء الأمور، الذين وصفوه بـ"الدرس الحي في الأخلاق"، مؤكدين أن فاطمة، رغم صغر سنها، قدّمت للجميع — صغارًا وكبارًا — درسًا عميقًا في معنى الأمانة والمسؤولية المجتمعية.

تربيةٌ صادقة... تُثمر أجيالًا واعية

ويرى مراقبون تربويون أن هذا الموقف لا يُعدّ محض صدفة، بل هو ثمرة تربية أسرية رصينة، وبيئة مدرسية مشجعة، حيث نجحت الأسرة والمدرسة معًا في غرس القيم الإنسانية والإسلامية في نفوس التلاميذ منذ نعومة أظفارهم. فالأمانة — كما يؤكدون — ليست سلوكًا عابرًا، بل هي خُلقٌ يُبنى بالتكرار، ويُعزّز بالقدوة، ويُكافأ بالتقدير.

وقال مدير المدرسة، الأستاذ علي أحمد ناصر:

"إن ما قامت به الطالبة فاطمة هو تجسيد حي لرسالتنا التربوية. نحن لا نُعلّم القراءة والكتابة فقط، بل نُربي الضمائر، ونصنع أجيالًا تحمل همّ المجتمع وتتحلّى بالصدق والأمانة. فاطمة أثبتت أن القيم لا ترتبط بالعمر، بل بالوعي والبصيرة".

تقديرٌ رسمي وتكريمٌ رمزي... وإشادة مجتمعية واسعة

وقد كرّمت إدارة المدرسة الطالبة فاطمة في طابور الصباح، بحضور المعلمات والطلاب وأولياء الأمور، حيث تم منحها شهادة تقدير ودرعًا رمزيًا باسم "طالبة الأمانة"، مع توزيع نسخ من القصة على الفصول كمادة تربوية تحفيزية. كما أطلقت صفحة المدرسة على وسائل التواصل حملة تحت وسم #فاطمة_نموذج_الأمانة، لتشجيع الطلاب على مشاركة مواقفهم الأخلاقية ونشر ثقافة الصدق بين الأجيال.

وعلّقت والدة الطالبة، السيدة أم محمود:

"فخورة جدًا بابنتي، لكنني لست متفاجئة. نحن في البيت نُذكّر أطفالنا دائمًا بأن المال ليس مقياسًا للقيمة، وأن الأمانة تاج على الرؤوس. فاطمة فعلت ما تربّت عليه، وهذا أكبر فخر لنا".

رسالةٌ تتجاوز المدرسة... إلى المجتمع بأكمله

وتجاوز أثر الموقف جدران المدرسة، ليصبح حديث الحيّ والمنطقة، حيث رأى فيه الأهالي "نبراسًا يُضيء طريق الأمل في زمن كثرت فيه الماديات وانحسرت فيه القيم". واعتبره البعض "رسالة صريحة" مفادها أن غرس القيم في الصغر — ولو عبر مواقف بسيطة — يُنتج أفرادًا قادرين على تحمل المسؤولية، وبناء مجتمعات قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.

وفي ختام الحدث، وجّهت إدارة المدرسة دعوة للمجتمع المحلي لدعم مثل هذه المبادرات، وتشجيع الأطفال على السلوك الإيجابي من خلال التكريم الرمزي والتقدير المعنوي، مؤكدة أن "الأمانة ليست عملة نادرة، بل خُلقٌ يمكن استعادته إذا عرفنا كيف نُربّي ونُقدّر".