مانشستر سيتي يُعلن نواياه الأوروبية بفوز مُقنع على نابولي في افتتاح مشواره بدوري الأبطال

أعلن مانشستر سيتي حامل اللقب نواياه الجادة للدفاع عن لقبه الأوروبي، بعد أن افتتح مشواره في دوري أبطال أوروبا موسم 2025-2026 بفوزٍ مقنعٍ على ضيفه نابولي الإيطالي بنتيجة 2-0، في لقاءٍ مثيرٍ أقيم على ملعب الاتحاد، ضمن منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات.
المباراة التي حملت طابعًا تكتيكيًّا عاليًا منذ الدقائق الأولى، شهدت سيطرة ميدانية واضحة من جانب أصحاب الأرض، الذين فرضوا إيقاعهم الهجومي منذ البداية، فيما حاول نابولي – بقيادة المدرب أنطونيو كونتي – امتصاص الضغط والاعتماد على الهجمات المرتدة، لكن طرد قائد الفريق جيوفاني دي لورينزو في الدقيقة 21 بسبب تدخل عنيف، قلب الموازين تمامًا، وألقى بظلاله الثقيلة على خطط الضيوف.
طرد دي لورينزو: نقطة التحوّل الحاسمة
كان طرد دي لورينزو بمثابة الضربة القاضية لنابولي، الذي وجد نفسه مضطرًا لإعادة ترتيب خطته الدفاعية في وقت مبكر، بينما استغل مانشستر سيتي الفرصة بذكاء، ورفع من وتيرة الضغط، مُحاصرًا منطقة الجزاء الإيطالية، لكنه اضطر للانتظار حتى الشوط الثاني لحسم المواجهة.
هالاند ودوكو يُضيئان ليلة الاتحاد
بعد استراحة الشوط، عاد السيتي أكثر شراسة، وتمكن النجم النرويجي إرلينغ هالاند من كسر حاجز التسجيل في الدقيقة 56، بعد متابعة دقيقة لتمريرة عرضية من الجهة اليسرى، أودعها الشباك ببرودة أعصابٍ مُعتادة، ليُسجل هدفه الأول في البطولة هذا الموسم.
ولم يكد نابولي يلتقط أنفاسه حتى عاد جيريمي دوكو، الجناح البلجيكي السريع، ليسجل الهدف الثاني في الدقيقة 65، بعد انطلاقة خاطفة من الجهة اليمنى، تخلص خلالها من مدافعٍ واحدٍ ثم سدد كرة قوية لم يُخطئها الحارس، مُعلنًا تفوق فريقه بشكلٍ لا يُناقش.
أداء متوازن.. رسالة أوروبية واضحة
لم يكتفِ مانشستر سيتي بالفوز فحسب، بل قدم أداءً متوازنًا من الناحية التكتيكية والبدنية، عكس جاهزيته العالية للموسم الأوروبي، وأظهر أن فريق المدرب بيب جوارديولا لا يزال يمتلك القدرة على الجمع بين السيطرة والفعالية الهجومية، وهو ما يُعد مؤشرًا قويًا على عزمه لمواصلة الهيمنة القارية.
أما نابولي، فخرج من المباراة وهو يحمل الكثير من الأسئلة، بدءًا من غياب التوازن الدفاعي بعد الطرد، وصولًا إلى ضعف الخط الأمامي في اختراق دفاعات الخصم. المدرب أنطونيو كونتي يُواجه الآن تحديًا كبيرًا لإعادة بناء ثقة فريقه قبل الجولة الثانية، خاصةً وأن الخسارة في البداية قد تُعقّد حظوظه في التأهل، خصوصًا في مجموعةٍ يُتوقع أن تكون شديدة التنافس.
جماهير السيتي: الاتحاد حصنٌ منيع
لم تُخفِ جماهير مانشستر سيتي سعادتها بالأداء والنتيجة، واعتبرت أن فريقها أرسل رسالةً واضحةً إلى جميع المنافسين الأوروبيين: "نحن هنا لنُدافع عن لقبنا، ولن نُفرّط فيه بسهولة". وتحول ملعب الاتحاد إلى قلعةٍ حصينة مرة أخرى، حيث لم يُهزم السيتي على أرضه في آخر 12 مباراة أوروبية، وهو رقم يُعزز من هيبة الفريق في عقر داره.
النقاط الثلاث.. بداية الطريق نحو التتويج
بهذا الفوز، يحصد مانشستر سيتي أول ثلاث نقاطٍ في المجموعة، ويضع قدمًا في الطريق الصحيح نحو التأهل المبكر، فيما يبقى نابولي مطالبًا بالتعافي سريعًا، وتجنب تكرار الأخطاء، إذا أراد أن يُبقي أحلامه الأوروبية حية.
الجولة القادمة ستُشكل اختبارًا حقيقيًا لكلا الفريقين، لكن ما لا شك فيه أن مانشستر سيتي قد بدأ مشواره كما يحب: بثقةٍ عالية، وأداءٍ مُقنع، وهدفٍ واضح – وهو الاحتفاظ بالكأس التي لم يُعدمها منذ موسمين.